Yasser Minisi

 سألتُ أميرتي : ما جرم  قلبي ان يُعَذَبُ   إذ وقع  بحبكم؟  أجابت : ذاك  جزاء  مَنْ  عشق  الحسانِ. قلتُ لها : عليل وقع  أسير  جمالكم.. ذهبتُ إلى الطبيب أشكو لوعتي.. فأجاب : ذاك  سهم  عينيها  أصاب فؤادكَ هل يستوي  جرح القلوب  مع  جرح أبدانِ؟ أيا  مَنْ حاز الجمال بأسره فليس  له  شبيه  على مر  أزمان.. هلا رحمتِ معذباً بالحب أضناه حسناً يفوق  خيالٍ. إما أن  تجودي  عليه فترحميه  أو يسير  هائماً  مجنوناً  يسرد  قصة  عشقه لكِ فى  الطرقاتِ. قالت : أرفق بنفسك فقد  وقعتُ  بحبكَ.. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسانِ؟ 

 جميلتي :ما بالي كلما  سمعتُ  همس صوتكِ يتردد  فى  فؤادي  لحناً شجياً..   أفقدني  لبي.. يشتاق  قلبي  لرؤياكِ. ملكة على عرش القلب تحكمه وما لغيركِ ترك القلبُ زمامه فقد إختاركِ دون الحسان.. يدعوكِ مليكتي.. أميرة قلبي  فالله البديع على عرش الجمال قد أصطفاكِ. يعبث  البعد  بنار  الشوق يضرمها من ذا الذي يملك أن يطفئ نار أشتياقِ. كلما حاولتُ منكِ  هروباً  إزددتُ  قرباً  كمَنْ  يشرب  من  البحر.. هلا رأيتَ  ظمآنٌ  يشرب من البحر  قد إرتوي؟! أم  تراني  أصابني  سحر عينيكِ  فهل   لسحركِ  من  راقِ.  قالت : قد وقعتُ أسيرة في حبكَ وسأمنحكَ  قلبي.. قد  أودع  الله  الحبَ  بقلبينا.. فهل  لما  يجمعه  الله  من فراقِ؟ 

 جميلتي : ما بالي  إذا هممت بالرحيل والبعد عنكِ .. قلبي  تهزمه عيناكِ. سهماً  يتلوه  سهما فصرتُ قتيلاً  والقاتل  عيناكِ. ما زال صدى صوتكِ الجميل يتردد في  أُذُني.. لحناً  تعزفه  شفتاكِ. زهرة يطيب بعطر شذاها الكون.. قمراً منيراً.. نجمة ترنو إليها و تشتاق لها العيون  فما  أبهاكِ. ملكة على عرش الجمال قد أصطفاكِ  الخالق  بالحسن  فسقط   الملوك في هواكِ. أميرتي : لِمَ تستعذبين آهاتي وآلامي.. إعلمي  أني  فارس مغوار وما   تمكنت  منه  الحسان  فكيف سقط  صريعاً  لهواكِ؟!

 سألتني أميرتي :ما بالي أراكَ  تتملكك  الغيرة  والشوق  يضرمها و يُشعلها كهشيم  النار. هلا أجبتَ :لماذا  تغار؟ أجبتها : كيف  عليكِ  ألا  أغار؟  الشمس قد تختفي  وتتواري خلف  سحاب  أو بكسوف  وضياؤكِ معي يلازمني  في  كل  وقت و مكان.. ليلاً ونهار. قالت : أرفق بنفسك أتراكَ  تجهل  ما  ترسله  لكَ  عيوني من  رسائل  أم  أنكَ  خبيث.. تأبى  إلا أن يبوح  لساني..  فى  أمركَ عقلي وقلبي  قد إحتار. إعلم  أني  إمرأة  ما  كانت لتبدي أو تعترف  بحبها  أو تظهر  ما  يخفى  القلب  من  أسرار.  ما  إستسلم الفؤاد لإحد سواكَ  فقد  إعتلي  عرشه وإقتحم  حصونه  وما عاد  يجدي نفعاً جدران  أو أسوار. إن  كنتَ  صادقاً في حبكَ فإذهب  لأهلي  وسأمنحك  قبول  فلم  تعد  هناك  جدوى من الإنكار.