بائع ليمون

 كنتُ أرى  عجوزا   ذهاباً  وأحياناً يفترش  قارعة  طريق.. يجلس  وأمامه  سلة  ليمون. أقبلتُ  عليه وأشتريت  منه  ولم يكن  لي بالليمون  حاجة  وسألته : أيا جدي : ما بالي  أراكَ  تجلس  ها هنا  في حر الصيف  وفى  برد قارس  لشتاء وامامك  سلة  ليمون؟ ألا يشتري  منك  أناس  أم لم يعد  الناس  بحاجة  لليمون؟ قال : هذا  حديث  يثير شجون. نحن  الفقراء  قد صرنا  للاغنياء  كسلة  ليمون. يعصرونا  ليحصلوا  على  عصير  ينعشهم  أو يأكلونا  لنفتح  شهيتهم.. منذ  أيام  مر  بي  أحد الأغنياء  وأعطاني  مبلغ من المال  وإذا  بأعوانه  يلتقطون  الصور  وينشروها على  الميديا.. ويلقبونه  رجل  الإحسان يعطف  على الفقراء ويأتي  آخر ليعطيني  كرتونة  مع  بسمة  تعلو  شفاة.. كل  يطمع  أن  يصير ترند  سباق  مجنون. نحن  الفقراء  قد صرنا  للاغنياء  تسلية.. يعصرونا  مثل  الليمون. 

Comments

Popular posts from this blog

نجم بعيد

ساحرة ام ملاك

حبيبتي في المنام