الحلم و الخيال

 مما لاشك فيه أن الله  سبحانه وتعالى قد  انعم على الإنسان بنعم  قد تبدو متوارية عن الأنظار. فقد نغفل عنها ومن  هذه  النعم  الخيال imagination أو fiction. فلنحاول الإجابة على هذا التساؤل : هل يمكن  تخيل  الحياة بلا  لحظات  نبتعد فيها  عن الواقع  المرير ونتخيل  أشياء  قد تجلب  لنا  السعادة وتعيننا على  تحمل  ما نمر به  من  مشكلات  وضغوط  نفسية؟ بدون  شك فإن  كل  فرد  لديه قدرة  على  الاحتمال  تلك  القدرة  تختلف من شخص  لآخر وإذا  تعرض  الشخص  لضغوط  تفوق  قدرته على الاحتمال فمن  المتوقع أن  يحدث  إنهيار  لهذا  الشخص  ومن  الممكن أن  يصاب  بإنهيار  عصبي nervous breakdown مما  قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض  نفسية وقد  يتخطى  الأمر ذلك  إلى  الإصابة  بأمراض  عضوية. ومما لا شك فيه أن  التعرض للضغط  العصبي stress لفترات طويلة قد يؤثر  بصورة  سلبية على  الشخص. فنحن  نري  أن المواد  إذا  تعرضت  لقوة  أكبر من  قوة  إحتمالها فإنها  من  الممكن ان  يحدث  لها عملية  تشوه  فما بالك  بنا  نحن  البشر. قد يبدو  التشوه  الذي  يحدث  للمادة جلياً  وملحوظاً  وعلى  النقيض  قد لا يطهر التشوه  الذى  يحدث داخل  الشخص واضحاً فقد يكون  خفياً invisible. فى  حين أنه  يمكن  قياس  مدى  التغير أو التشوه  الذي  يحدث داخل  المادة  بدقة وذلك  نظراً لوجود  أدوات قياس  تحدد  مدى  الخلل  أو  التشوه  بدقة وعلى  النقيض  فإننا لا  نمتلك  أدوات  قياس  تسمح  لنا بالتعرف  وقياس مدى  التشوه  الذى  يحدث داخل الشخص. هنا  يأتي  دور  الخيال  كوسيلة  يلجأ إليها  العقل  أو ما يطلق عليه  علماء  النفس ميكانزمات  الدفاع وذلك  حتى  يتمكن  الشخص  من  متابعة  الحياة  وتحمل  ضغوط  أخرى. وقد تكون  الأحلام dreams هي الوسيلة الوحيدة  لتحقيق  ما  يتمناه  الشخص  والتي لا يمكن  تحقيقها على  أرض الواقع. وبدون  شك  فإن  الحلم  والخيال  عملية  صحية فمن يلجأ إلى  الإنتحار  أو القيام  بأعمال  عنف  أو تخريب  إنما  هو  شخص  قد أصيب  باليأس  وفقد حلمه. من  الرائع  أن يكون  لديك  حلم  تسعى  لتحقيقه فالحياة  بلا  حلم  ما هي  إلا  صحراء  قاحلة ولكن تكمن  المشكلة في  الاستغراق في  الحلم  والانفصال  عن الواقع  دون  القيام  بأي  جهد لتحقيق  هذا  الحلم. يجب أن  يكون  لديك  حلم  وان تسعى  لتحقيقه  وألا  تسمح  لأحد أن  يسلب  منك  حلمك أو يصيبك  بالإحباط.