الغربة والاغتراب


مما لاشك  فيه أن الكثير من الناس  بشعر  بالغربة. ويجب أن  نتفهم وجود  ما يسمى  الغربة وهو شعور  طبيعي نتيجة  السفر  ومغادرة  الوطن  بما  فيه  من  أصدقاء  و أم وأب  وزوجة  وأطفال والهجرة  إلى  مكان  آخر  ليس  له  فيه  صديق  أو رفيق. هناك  ما  يسمى  الغربة  داخل  الوطن  ففي  الحالة  الأولى  فقد ترك  المرء  وطنه  وأهله وعلى  الجانب  الآخر  نجد أن المرء في الحالة  الثانية  ما زال  في  وطنه  بين  الأصدقاء  والأهل  ورغم ذلك  يشعر  بالغربة . وهناك  نوع  آخر من  انواع  الغربة  وهو ما  نطلق عليه  الغربة  داخل  النفس. ومما لا شك فيه أن  النوع  الثاني من  الغربة يكون  أشد من  النوع الأول. في  حالة  الشعور  بالغربة  نتيجة  السفر  للخارج  يكون  نتيجة  افتقاد  المرء  لاصدقائه  وأهله  والمكان  الذي  عاش  بين  جدرانه  وشهد طفولته وذكرياته  الجميلة  في  تلك  المرحلة  مع الأب  والأم  ثم  يشتد  عوده  شيئاً  فشيئاً  حتى  يصل إلى  مرحلة  المراهقة  والشباب  والوقوع  قي  الحب  للمرة  الأولى  وما في  ذلك  من  سهر لليالي  والاستماع إلى  الاغاني  الرومانسية  والعيش في  عالم  من  الخيال وذكرى  اول  لقاء  جمعه بمن يحب  وما مر  به  من إنتصارات  وإنكسارات. قد   يتفهم البعض  الغربة  بمفهومها الظاهري  وهو الابتعاد  والهجرة  عن الوطن  ولكنه لا  يتفهم شعور  المرء بالغربة  وهو موجود  فى  وطنه بين  أهله كما أنه من الممكن أن  يشعر  الفرد بالوحدة  وهو محاط  بالعديد من الأفراد كذلك  من الممكن أن  يشعر  بالغربة  داخل  بلده  محاطا بالأهل  والأصدقاء. فإذا  كنت موجود في  مكان  ولا تجد من  يفهمك أو  يقف  إلى  جوارك فستشعر  بالغربة  وإن  كنت  بين  اهلك و أصدقائك  وفى  بلدك. ويجب أن نعلم أن  الانتماء  نبتة  إذا لم تجد رعاية أو إهتمام تذبل أوراقها وتموت وبالتالي  يبحث  الفرد  عن  مكان  آخر  يشعر  فيه بالحب  والانتماء. وإذا  شعر الفرد  بالغربة  داخل  نفسه صار إنطوائياً منعزلاً  مما  يستوجب  على  الأصدقاء  والأهل محاولة  فهم  ما  يمر  به  الفرد من  ضغوط ومحاولة  إخراجه من  تلك  الحالة  والوقوف  بجواره  حتى  يتمكن من  إجتياز  تلك  المرحلة  بسلام 

Comments

Popular posts from this blog

نجم بعيد

ساحرة ام ملاك

حبيبتي في المنام