لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا يعرف الألم الا من به جرح وما كل من أشعل النيران يطفاها ولا يعرف النار إلا من بيديه ممسكها أفلا اطفات نيران بقلب سهم الهوى.أصابه فادماه
سألتني أميرتي :ما بالي أراكَ تتملكك الغيرة والشوق يضرمها و يُشعلها كهشيم النار. هلا أجبتَ :لماذا تغار؟ أجبتها : كيف عليكِ ألا أغار؟ الشمس قد تختفي وتتواري خلف سحاب أو بكسوف وضياؤكِ معي يلازمني في كل وقت و مكان.. ليلاً ونهار. قالت : أرفق بنفسك أتراكَ تجهل ما ترسله لكَ عيوني من رسائل أم أنكَ خبيث.. تأبى إلا أن يبوح لساني.. فى أمركَ عقلي وقلبي قد إحتار. إعلم أني إمرأة ما كانت لتبدي أو تعترف بحبها أو تظهر ما يخفى القلب من أسرار. ما إستسلم الفؤاد لإحد سواكَ فقد إعتلي عرشه وإقتحم حصونه وما عاد يجدي نفعاً جدران أو أسوار. إن كنتَ صادقاً في حبكَ فإذهب لأهلي وسأمنحك قبول فلم تعد هناك جدوى من الإنكار.
أميرتي :ما بالي إذ رأيتكِ قمراً منيراً.. توارت دونكِ كل النساء. جمالاً خلاباً يُفقدُ الحكيم رشده وعقلاً راجحاً قد حظيتِ بمكانة تفوق السماء. أتراكِ قد عهدوا إليكِ بحربي بعد أن فشل فى إسقاط ذاكَ الفارس الأعداء . آه من سهم بعينيكِ قد أصاب قلبي لم يخطأه .. لم استطع له دفعاً وليس لجرحه من دواء. ها قد صار قلبي صريعاً لهواكِ فافعلِ ما تشأين.. هل يضر القلب طعنة بعد أن سالت منه دماء. ماذا يفيد أن نأسي.. ايُعيد اللبن المسكوب البكاء. قالت : قد وقعتُ أسيرة في حبكَ أيها الفارس .. تعال لأهلي وساصمتُ إذا ما سُألتُ فلا تملك الحرة البوح بالحب والحب إبتلاء.
جميلتي: لو أن النجوم إقتبست بعضا" من جمال عينيكِ..لسهرتْ الليالي حالما" ابتغي قربا" منها أطوي السحاب شوقا" إليكِ . او كان القلب يْهدي لنزعتْ الضلوع واحطكِ بها لأذود الخطر عنكِ خوفا" عليكِ . كم أنتظرتْ النسيم ليأتي أبغي أن يحمل شوقي إليكِ . ما زال طيفكِ الجميل يتراءي لي كلما هممت بالنسيان والبعد عنكِ..إذا به يشعل نيران قد خفت لهيبها.. يؤججها فلا أستطيع لها من دفع .. كلما حاولتْ هربا" منكِ إزددتّ قربا" إليكِ . فلترحمي عزيز وقع في شراك هواكِ..إذ كنتْ قبلكِ فارسا" لم تسمع الدنيا بمثله قد صرتْ عبدا" لكِ فلم أستطع صدا" لسهام عينيكِ .
Comments
Post a Comment
Ok