Yasser Minisi

 فاتنتي.... ما بال  طيفك  وخيالك  يداعب  قلبي  يشغله  ليل ونهار. قد شيدت   حصنا  منيعا  ووضعت  جند كثير على  الأسوار. كيف  بذاك  الحصن  لم يجدي  نفعاً؟! ... فما هي إلا  نظرة  لعينيك   فإذا  بهذا  الحصن يتداعي وينهار.  كيف   إجتازت سهامك قلب تحميه  جنود وأسوار ؟ كيف  إستسلم  فؤادي  لهواك وكنت أظنه مارد  جبار؟!  حبيبتي ... رفقاً  بقلبي ولترحمي  ضعف  عزيز قوم فتنه  جمالك فعقله قد ذهب  عنه  وطار. 

 أكتب  إليكِ  منية  الروحِ  خطاب  فطريقي  أصبح  يملؤه  الضباب. قد كان قلبي  طائر  يرفرف... يشدو  ويعلو  حتى أنه  فاق  السحاب. وإذا  به  يهوي وإذا  كل  هذا  سراب. أتعودين   إلي....  نفسي أم أعيش  العمر فى إضطراب .  فاتنتي.. منذ رأيتك  بنيت  لجمالك  محراب. كيف  لي  بمقاومتك... أينافس  أعذل مثلي فارس  مدجج  بسيوف  ورماح وحراب؟  أتسعدين  قلبي بعودة إليه  أم كتب  عليه  العذاب؟  إن أنا مت  فسيدفن  اسمك   بفؤادي  فى  التراب  وإن  عشت  بدونك  فسأعيش العمر فسأعيش  العمر بعدك  في  إغتراب. 

 أيا قلب حملته  بين  الضلوع.. مالك تعصي  أمري  وتفتح لها باباً للحب  أغلقته أمام  الجموع؟ هل  أصابك مس  لجنون فأراك  تسقط  حصونك  في يديها ... تسرع  بالخطي  إليها كما يسرع  من رأى  فاكهة  شهية  وقت الجوع؟ أخاف عليك من اندفاع  للحب  بلا عقل فتعود مجروح موجوع. رويدك قلبي  قبل  إعلان  حبك لها  تأكد أن  لك بقلبها  صوت  مسموع. أتراك  تنعم في  حبك أم  تحترق  بنيران  بدل  أن تشعل  للحب  شموع؟ 

 أيتها  الصبية.. كم انت  شقية. طال العهد بقلبي فلم  اسمع  منذ زمن بعيد  تلك  الأغنية. إبتعدي  عني...   اخاف  عليك فأنا  شجرة  تساقطت  أوراقها  وأنت ما  زلت  خضراء  بهية. انت  زهرة تفوح  عطراً... ما أجمل  تلك  الرائحة  الذكية. لاتعبثي  بقلبي فقد دفنت مشاعري  فكيف  بك تعيديها  إلى  الوجود... ألا  ترين استحالة  أن  يجتمع  خريفي  وربيعك  سويا. انت جدول عذب  ماؤه  بل أنت  إعصار  يهز كياني  يجتاحني.... يلمس أرض  قلبي  الجرداء  فتغدو خضراء  ندية. قد  شاب قلبي  واضعفته  حوادث  الدهر وانت لا زلت  في  ريعان  الشباب  قوية. نعم أحببت  فيك البراءة  وأخاف  أن تغتالي  فؤادي فلا تستطيعين أن  تعودي  نقية.  أجيبي: هل  لمس حبي فؤادك  أم أعيش قصة  حب  وهمية؟ 

...حبيبتي  مولاتي...سأقص  عليك بعض  من حكاياتي. القلب يدق  دقات تنبض  بهواك . ما عاد للقلب من صبر فلم يعد يمشي  على هون بل  يسرع في الخطى حتي يلقاك .  كم رأت  العين  من حسن ولم تختر حبيبا سواك. انت تجرين في  شرياني  وفي دمي فليس   بغير القلب  مسكن  لهواك.  كيف بي وأنا سباح بارع قد أصبحت غريقا في بحر عيناك؟  لم يعد  القلب ينبض  حبأ لسواك. محوت  كل طيف بقلبي وعقلي  فلم يبقى  بهما سوى  ذكراك. 

 اغمضت  عيني  حتى  اراكي  في المنام ورحت  أحلم  لأروي  ظمأ  شوق  لا ينام. ورأيتني  في حضرة هذا  الجمال  الملائكي  فما استطاع  قلبي الذي اضناه  حبك  والهوي  من التعبير  بحديث  اونطق  بكلام.  فأطلي  برهة تراك  عيني  فقد تكفي نظرة من هذي  العيون محبا  سحرته نظراتك  والابتسام  فما عاد يرى  غيرك من الأنام . فلتعلمي  أن  ما بقلبي من حب ما  استطاعت السحب له حملا  فتساقطت  الأمطار   ولا استطاعت  رمال  الصحراء  حمله فتحولت الصحاري إلى جنات  ذات حسن وثمار. حبيبتي.. إن حبك يشغل  قلبي  العليل  به  على الدوام. فلتحفظي عهدا لي كما حفظت عهدك  بقلبي فإن حفظ العهد من شيم الكرام. 

 حبيبتي... يا  نجم يدنو مني فامدد يدي اطبقها عليه امسكه فأراه بعيدا في السماء. كيربي أطلق سهم الحب  على قلبي فأصابه  بجرح وأنت  له الشفاء. بدونك... قلبي  زهرة زبلت  أوراقها.. بلا حياة  أتراك ترين زهرة تعيش  بلا ماء؟! أميرتي... يظهر حبك في كلامي  وفي صمتي فلا  استطيع  له إخفاء. يا ملاكي... انت نجم فد نزل إلى الأرض من السماء. قلبي  بحبك  سقيم وبدونك  يعجز الأطباء  عن إيجاد  دواء. 

 أيتها الفاتنة ..... يا من جمالك يخطف القلوب قبل الأبصار. ألم يقم  العالم بحظر جميع أسلحة  الدمار؟!  إن  جمالك ليجعل الناسك يتخلى  عن الزهد  والكهل عن الوقار. ما لطيفك لا يفارقني في صحو ونوم وفي الترحال. ما لقلبي من قدرة على      غزال يمشي في دلال. يا لقسوة قلبك أستمتعين  بعذاب قلبي كما يستمتع القط لعبا بكرة الصوف؟ كفاك إما أن تجعلي  لي حبا بقلبك أو تتركيه يمضي كشمس بدأت في الغروب.

 ما بال قلبي  يهفو إليك  يشدني  دون اختياري وإذا  به لم  يزل يؤرقني  في نوم  وصحو ... في حزني وفي عزف  على الألحان. رويدك  قلبي  ألم تقسم  بأن  حبك  لها  كان جرحا اصباك  وقد برأت  منه بدقائق.. بل بثوان. أهدأ  قليلاً  فلم أعد  أقوى  عليك أتراك  قد رفعت  ضدي  راية  العصيان؟  أفمن خلق  ذاك الحسن لم يخلق  في الكون  شخص  ثاني؟

  حبيبتي... فيما أساء القلب إليك فإذا انت  بخنجر مسموم  تطعنيه؟ لم يرتكب  بحقك  جرما  فهل جرمه أن حفظ لك للود عهدا فاستحق أن تقتليه؟ كم اختلق لخيانتك  عذرا... فعذرا هل يكون جزاؤه أن تجرحيه. قد تملك  القلب التعب من الأنين  يصرخ... ويصرخ وها انت  قد رفضت أن تسمعيه.  اعترف  ان  قلبي قد كان لعبة في يديك فإن شئت له شقاء وان شئت  تسعديه. قد كنت احوم  من حولك مثل فراشة تحوم حول  الضياء فإذا  بقلبي  يعود لي والنار تشتعل  فيه. مهلا....ملاكي  رويداً فلم يعد لقلبي من سبيل أن تملكيه . عفوا.... حبيبة الروح لم يعد لك من مكان فيه 

 صغيرتي... قد مزقت ما كان قبلك من صفحات  لكتاب وأغلقت باباً ألقيت فيه  ما مر بي من عذاب. انت لي  شمس تشرق  فتبدد  غيوم تحملها السحاب. قد  شفي  حبك جرح  غائر  بالقلب  إن  هذا  لشئ  عجاب.  منذ رأيتك  لم أستطع  الإلتفات  لأخرى  فقد خطفت  انت  كل نظرات  الإعجاب.  مليكتي.... قد فاق  حسنك  كليوباترا  وليلى  فلقد  عجز عن وصفك قيس والمجنون. انت قيثارة  للحن  رائع  يثير  شجون.  هل لأحد  في الأرض قدرة  على  مقاومة  سحر  للعيون؟  بدونك  امضي  تائه  لا أدري  من أكون؟  فلترحميني من شك  بي  يقتلني... اجيبيني  منية  الروح  هل  لي بقلبك  حباً؟  فالتاريخ بك قد يقودني إلى  الجنون. 

 حبيبتي... قمر يتوارى  خلف ستار  يعبث  بقلبي  كالرياح.... كأعواد  ثواب تشعل في الأوراق  نار. سألتني  حبيبتي : هل انت  فارس   صنديد في كل  ولك على  الشدائد  صبراً؟  فأنا  لا امنح  بقلبي حبا  لأحد  دون أن  أجري  له  إختبار.  قلت لها: اما  ابلغك  بخبري  أحد.... فأنا  مجنون بعشقك..  فأختاري  ما تشائين  وما   ترضين  من إختبار.....فقد عاهدت  نفسي  ان  القى  بنفسي  في الأهوال  مندفعا  إليها  وان  اعبر لأصل إليك جدار من نار أو القى حتفي فداء لحبك فليس لدى غير ذلك أي  اختيار. 

 رأيت  عصفورا فقلت له: كيف  تشدو؟  ألا  تدرك  الخطر؟ ألا  ترى  الصياد  يتربص بك ليلاً  ونهاراً وقد يطلق  عليك  سهامه  وانت على مرمى  البصر؟ قال: إذا ما ألقيت  للصياد  بال  ما  استنشقت  عبير الزهور  ولا رأيت  ضوء  النهار.... هل خوفي  من الصياد سيطيل  لي  عمراً؟  وهل بقائي  حبيسا في  العش سيوفر  لي ولابنائي   الغذاء كي نعيش؟ انا  اعمل  واجتهد واعتمد على  الله في الرزق... قلت: قد مملت  من  عمل بلا  كلل  فلا أرى  للشمس  نوراً ولا أرى  سوى  ظلام بلا  أمل. قال: اعمل واجتهد وابتسم  وتوكل على الله ... فالله  بمن خلق  رحيم بني  البشر 

 أيها  البلبل المغرد الحزين الشاكي  لمن تشدو؟  وعلى من تنادي؟  اتذرف الدمع  على من لا يستحق ومن كان سبباً في شماتة الإعادي ؟  ومن قدم لي سما  ناقعا  فكيف  يكون  من قدم السم دوائي؟ ومن خان عهداً للهوى  وباع رخيصا ودادي. ومن طعن  الفؤاد  بخنجر وترك الجرح  ينزف وادعي البراءة فكان هو الشاكي. يشكو من أثر طعنة للغدر هي بفؤادي. لماذا الخيانة اما كان يكفيك أن أغلق القلب عليك  وان تجري في دمائي؟ 

  رائعة الجمال تظهر حيناً... وتختفي كطيف بخيالي. أسأل عنها نجم الليل... نسيم الفجر.... رياح الشمال. أضعت  العمر يوماً  فيوما....بين بحث  وارتحال. قالوا:  إدعوا ربك  يستجيب  منك ابتهال واذهب إلى الشيخ  الحكيم  منزله  فوق التلال . قال: اضنيت قلبك فلم اري لذلك الحسن مثال. هل أنت فارس صندوق ولك على الخطر إحتمال؟ قلت: ولكن قد  تطلب قمر بسماء  عند اكتمال!  لو وضعت  للأرض كنوز بالكفة والحسن بأخرى  بها لما. قال: إبحث عن لؤلؤة نادرة  بين الرمال. قلت: ايكون اللؤلؤ  مدفون بين رمال؟ قال: بني.... تملك هذا اللؤلؤ  وتظل بهذا الحال؟ قلت: اجبني... فلم يعد للقلب شوقاً لها من صبر أو إحتمال. قال: قلب لمحب صادق  أغلى من  كنوز  الارض ولو كانت  كجبال. . 

  آه.... يا  قلبي.... يا روح تائهة شريدة.... طعنت غدرا وقدمت قربانا فصرت انت الذبيح...كنا وما زلنا نمضي في طريق مقفر بلا نجم هاد ولا رفيق أو صديق. هل ستنعم بهدوء بعد أن نشعل في ذكريات لنا حريق؟ تمضي في بحر هائل... هائج الأمواج مضطربا فأصبحت في ذلك البحر غريق. أصاب الفؤاد سهماً  أطلقته ملكة متوجة على عرش الجمال وزهرة تقف مذهولا من حسنها.... تتمنى ان لو رزقت بمثلها..... نجم ينير ظلام بداخلك فما يبقى له  أثر كضوء الشمس تشرق فتبدد الغيوم.....غزال يمشي  متبخترا في خطواته رشيق. منذ أن مس الفؤاد حباً له سما الفؤاد بحبه فصار جميلاً بل واصبح بالحب  رقيق. نظرة من عين بها منبع السحر سفكت دمي وما غير الدم المسفوح في محراب الجمال يليق. 

 آه... قلبي ما زلنا نمضي في الطريق  بلا رفيق أو صديق. هل ستنعم بهدوء بعد أن  نشعل في الذكريات حريق؟ تمضي في بحر هائل الأمواج  فأصبحت  في  ذلك البحر غريق. أصاب الفؤاد سهماً لغزال  يمشي متبخترا  في  خطواته رشيق.  منذ أن مس الفؤاد  حباً له سما الفؤاد بحبه فصار جميلاً بل ورقيق. نظرة من عين ساحرة سفكت  دمي وما غير الدم المسفوح  في محراب الجمال يليق

 ها أنا أقسمت على العصيان على كل من باع عهداً  للهوى أو خان. فلتعلم أنني ملك ذو عرش وسلطان  ثابت الأركان. أتراك حسبت  أنك قد هربت  من إنتقام فصرت تشعر تخيلا  بأمان ؟ لم يعد لك  بقلبي من مكان و إن مكانك بساحة النسيان  . أتظنني  أرضى  الهزيمة فأعلم بأنني  فارس مغوار  صيته قد فاق حدود المكان 

 أيا  قلب اما زال بك لذكراها  حنين؟  كيف عبرت الذكرى كل تلك السنين ؟ كيف تخطت   ذلك السجن  بأبراج  مشيدة وكم يحميه  من حارس امين؟ أكلما نظرت    وجدت عينيها  تطاردك  أينما ذهبت...  رويدك قلبي  تذكر كم كنت مسرحاً للخداع  وكم  تلقيت   طعنات  بخنجر... أفمن يحب يردي  من أحب قتيلاً  بلا جرم؟ كفاك  قلبي  فقد أنهيت عهداً كانت فيه ملكة  متوجة على  عرشك  وكنت فيه  عبد يتحمل عذاب وأنين.  ما استحق إخلاص بمودة  من لم يكن على القلب امين  

لا يعرف الشوق إلا من يكابده  ولا يعرف الألم الا من به جرح وما كل من أشعل النيران يطفاها   ولا يعرف النار إلا  من بيديه  ممسكها أفلا  اطفات نيران بقلب  سهم  الهوى.أصابه  فادماه