Posts

أخفي هواكِ بداخلي

Image
 جميلتي : إني  لأخفي هواكِ  بداخلي خوفاً  أن تراكِ  العيون  فتحسد.  أتجرع  لهيب الشوق يستعر  ناراً وعن الخلائق إذا مآ سؤلتُ عنكِ لا أجيب  فاسكت . ما بالي  كلما  حاولتُ  لحبي  لكِ  إخفاء إذا  بالعيون  تبوح  ولقصة  العشق  تسرد. آه جميلتي  لو تعلمين  كيف  الحسان   إليكِ تتطلع   وعلى  حبي لكِ  تحسد. ما لي  أرى أنه  كلما  حاول  الأعداء  لكِ  من  النيل  من  حبكِ إذا  به  يزيد  ويثبت. كيف  لهم  من  حبكِ من لحاق  ليقيدوه  وهو  فرس  أصيل  في السباق  يفوز وما  لأحد  له من  لحاق  حين  يركض. 

النقد والتجريح

Image
مما لاشك فيه أن بعض الأشخاص  قد تجهل  المعنى الحقيقي للنقد  criticism فهم  يعتقدون أن  مفهوم  النقد  ه إظهار  العيوب  والسلبيات وإستخدام طريقة  للتعبير عن  ذلك  وقد  تكون  تلك  الطريقة  خاطئة  فقد تتعدى  مرحلة  النقد إلى  ما  نطلق عليه  تجريح  وخوض  في أمانة  ونزاهة  الشخص  وذلك  بإتهامه بالفساد  والرشوة وغير ذلك. والآن  يجب أن  نتفهم  معنى  النقد فهو يعني  إظهار  السلبيات  والإيجابيات  على  حد  سواء  ويجب أن  يكون  الناقد  موضوعياً في  نقده. هناك  نوعان من  النقد واحدهما  يسمى  النقد السلبي  أو الهدام destructive  criticism  وهذا  النوع من  النقد  لا يرى  سوى  جوانب  النقص  والعيون  من وجهة  نظره  بل  أن الأمر  قد يتعدى  ذلك  إلى  إلصاق  إتهامات  باطلة دون  تحري الدقة في  تلك  الاتهامات المنسوبة للشخص الذي  يتعرض  للنقد. قد يكون إحدى  أسباب  هذا  النوع من النقد  الغيرة  لدى  الناقد  ورغبته  في  عدم  إظهار  اي  جوانب  مشرقة  داخل  أي  شخص  آخر وقد يكون  بسبب  الفهم  الخاطئ  وعدم  الإلمام  بجوانب  الموضوع  كاملة  والأسباب  التي  دعت  الشخص  للقيام  بذلك أو عدم  تمتع  الناقد  ببصيرة ورؤي

أبدا بنفسك

Image
مما لاشك فيه أن الكثير من الناس تنتقد  الأوضاع  دون  القيام بأي جهد أو محاولة لتغيير  الواقع. بعض  الأشخاص  تتمتع  بقدر  كبير من السلبية  فهي  إما  تكتفي بالمشاهدة  فقط أو أن تنتظر  غيرها في  إتخاذ القرار  وبالتالي صار تابعاً  لغيره وقد يملي  عليه  تصرفات  قد تبدو  للوهلة  الأولى  من وجهة  نظره  صائبة وهي فى  واقع الأمر  خاطئة. مما  لا شك فيه أن  عدم  المحاولة في  التغيير  يؤدي  إلى  آثار  تفوق  فى  نتائجها السلبية  المحاولة مع الفشل في  تحقيق  النتائج المرجوة حيث يشعر المرء  برضا  ذاتي  عن نفسه  بينما  يعاني من  لوم  نفسه على  التقصير  وعدم المحاولة   ولكن ببعض  الشروط  ومنها  أن يبذل  المرء  قصاري  جهده  وألا  يالو  جهداً في  سبيل  التغيير ويجب أن  يكون  الجهد  صادقاً  وليس  القيام  بمسرحية  هزلية  لإقناع  الآخرين  بأنه  يحاول. يجب علي المرء  أيضا  أن يدرك ماهية  المشكلة والطرق الصحيحة  في  حلها  فإذا حاول  المرء  القيام  بجهود  غير مجدية فقد يكون  أثرها  أكثر  سوء  من عدم  المحاولة  فقد  يصاب  المرء  بالإحباط  وفقدان  الثقة بالنفس. لذا يجب أن  تبدأ  بنفسك  وبذل  جهد  حقيقي واتخاذ ال

The Mask القناع

Image
 أيا  حكيم  هلا  اجبتني : لماذا  نرتدي  ونستتر  وراء  قناع؟ لماذا نخفي  الوجه  الحقيقي ونتلون  كالحرباء.. لماذا  نرتدي  ثوب  الطهر  والنقاء  ندعي أننا حملان وفى  الحقيقة  نحن  فى  جوهرنا قطيعاً  للضباع؟ لماذا  نقتل الأبرياء ونغتصب  الأرض ونشرد الضعفاء   لماذا  نطمع  فيما  ليس  ملك  لنا نكتنز  المال ونترك  غيرنا  جياع؟ قال  بني :  ما أرى  إلا  أننا  قد فقدنا   الإنسانية  وقد أصبحنا  على شفا   الوقوع في  حفرة  مظلمة و نتجه  نحو الهاوية  وطريق  الضياع. 

الحلم و الخيال

Image
  مما لاشك فيه أن الله  سبحانه وتعالى قد  انعم على الإنسان بنعم  قد تبدو متوارية عن الأنظار. فقد نغفل عنها ومن  هذه  النعم  الخيال imagination أو fiction. فلنحاول الإجابة على هذا التساؤل : هل يمكن  تخيل  الحياة بلا  لحظات  نبتعد فيها  عن الواقع  المرير ونتخيل  أشياء  قد تجلب  لنا  السعادة وتعيننا على  تحمل  ما نمر به  من  مشكلات  وضغوط  نفسية؟ بدون  شك فإن  كل  فرد  لديه قدرة  على  الاحتمال  تلك  القدرة  تختلف من شخص  لآخر وإذا  تعرض  الشخص  لضغوط  تفوق  قدرته على الاحتمال فمن  المتوقع أن  يحدث  إنهيار  لهذا  الشخص  ومن  الممكن أن  يصاب  بإنهيار  عصبي nervous breakdown مما  قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض  نفسية وقد  يتخطى  الأمر ذلك  إلى  الإصابة  بأمراض  عضوية. ومما لا شك فيه أن  التعرض للضغط  العصبي stress لفترات طويلة قد يؤثر  بصورة  سلبية على  الشخص. فنحن  نري  أن المواد  إذا  تعرضت  لقوة  أكبر من  قوة  إحتمالها فإنها  من  الممكن ان  يحدث  لها عملية  تشوه  فما بالك  بنا  نحن  البشر. قد يبدو  التشوه  الذي  يحدث  للمادة جلياً  وملحوظاً  وعلى  النقيض  قد لا يطهر التشوه  الذى  يحدث داخل  ا

اعرف نفسكَ

Image
مما لا شك فيه أن  الكثير من الناس  يعلم مقولة  اعرف عدوك ولا يقل  أهمية بل  ربما  يزيد  فى  أهميته أن تتعرف على  ذاتك  وتكتشفها  فقد  يعيش  المرء  عمرا  طويلاً  دون  أن  يكتشف  ذاته وعندما  يحقق  ذلك  يجد أن  الوقت  متأخر للغاية too late بل قد يعيش  المرء  ويموت  دون أن يحقق  ذلك. لقد خلق الله الإنسان  ووضع  داخله  ما  نطلق عليه القدرات  الكامنة  داخل  الفرد potentialities  وتلك  القوى  أو القدرات  مثل النبتة  إذا لم تجد رعاية أو إهتمام تذبل أوراقها  وتموت. ويجب أن  المرء أن يحب  نفسه  أو على الأقل  يتقبلها فقد  نجد أن  بعض الأشخاص لا تتحمل  النظر إلى وجوههم في المرآة فهناك  صراع  داخلي بينهم وبين  أنفسهم ثم  يأتي  الدور  بعد اكتشاف  الذات  وتفهمها  وتقبلها  ومعرفة  القدرات الكامنة على كيفية  التعامل مع هذه القدرات  وتوجيهها  التوجيه  الصحيح  فإن  عدم إستخدام  هذه  القدرات بطريقة  صحيحة أو إساءة الاستخدام  قد ينتج عنه  نتائج  غير  مرغوب  فيها. لذا يجب  على  المرء أن  يكون  صداقات  مع  الأشخاص  المحبين  له والذين  يملكون رؤية  إيجابية  فنحن  نرى  لاعب  عادى  مع  مدرب  وعندما  يتم  تغيير

قد أسرتِ قلبي

Image
سألتني  أميرتي مخاطبة : ما بالي  أسمعك  تقول  انتِ  كنزي .. ألا  تخشى علي  من  فقدانِ؟ قلتُ لها : كيف  بي  أفتقدكِ  وقد  أسرتِ  قلبي  فصرتِ  أنتِ  ملكة عليه وأسلم  لكِ  زمام  أمرهِ وقد خلا  دونكِ من كل  سكانِ. كم  حاولت  قبلكِ  حسانِ من  إختراقه فأبى  أن  يفتح  وأغلق  دونكِ  الباب  أمام  إنس  أو جانِ. قلتُ  له : قد كُنتَ  قبلها  عزيزاً مهاباً.. حراً فما بالكَ ترضى  بالأسر وترتضي  أن  تكون  هي  سجاني . قال : أرفق  بي ولا تحملني مالا  أطيق.. أما علمت أني أصابتني عيناها بسهم  والحب  ارداني. قالت : لا تخشي على قلبكِ  فسنبادلك  حباً  بحب.. فهل جزاء الإحسان إلا إحسانِ؟! 

مَنْ نحن

Image
 كالشمس  نحن  شروقنا  قوة  تمحي  الظلام وفي  الغروب  نحن  قمر يضئ الكون  فيزداد  جمال. نحن  الربيع نعيد الحياة  للزهور فتملأ  الكون  عطراً وتشدو  بقدومنا  الطيور. نحن  لا  نهتز  نمتاز  بالثبات  إذا  ما إضطرب  الرجال  وفى  الشدائد  ترى  منا  شموخ  كالجبال. نحن  كالماء  ينساب رقراق   نزرع  الخير أينما  حللنا وعند  الغضب  إعصاراً يمحو  كل  الشر  والوقوف  فى  طريقنا  شيء  محال. نستمد  القوة من  الله القدير  وبه  نستعين  إذا  ما  أُطلق  للحرب  نفير. نحن  ضوء  ينير  للتائهين  طريق  ندافع  عمن نحب  ولا نتخلى عن  صديق. قد ملكنا  القلوب  قبل  الرقاب وعن أدبنا وشجاعتنا  تمتلأ  صفحات  الكتاب. 

مرآة العين والقلب

Image
 مما  لاشك فيه أن نظرتنا  إلى  الشخص تختلف بإختلاف وجهة  نظرتنا  فيه فنحن  نضفي  على  من  نحب أجمل الصفات بل  إننا نري عيوبه  مميزات والعكس  صحيح  فنحن نضفي على من نكره  عيوب  قد لا تكون  موجودة فيه وبذلك  قد  تخدعنا عيوننا  وقلوبنا.   فإذا  نظرت إلى الغسيل   المعلق  في  بلكونة  الجيران وكانت النافذة التي تنظر  من خلالها متسخة فستري الغسيل  متسخ ولكن  إذا  قمت  بتنظيف هذه النافذة  فسنري  نفس  الغسيل  نظيفاً. فما  أجمل  أن نغسل قلوبنا قبل العيون.    فنحن نري الجبن فيمن  نحب  حكمة وتريث  ونرى  البخل  محافظة  على   المال  وتدبير فكما  قِيلَ في المثل حبيبك  يتقبل  منك  ما  تفعله..  يرى  كل  ما  ترتكب من  أفعال جميل  وعدوك يتمنى لك  الخطأ بل  يفترض دائماً سوء النية. فمن  نراه بعيوننا  ليس  كمن نراه  بعين  القلب. ويجب أن  نعلم أن  القلب  كثيراً ما يخدعنا  فلا يجب أن  ننخدع وننساق  وراء كل  ما  تمليه علينا  قلوبنا. 

عسى ذاك المقام بالمقيم يليق

Image
 جميلتي :بنيتُ  لكِ في القلب بين الضلوع  منزلاً.. عسى  ذاك  المقام  بالمقيم  يليق؟ ما بالي  إذا  ما  حاولتُ  لنار  الشوق  إخماد.. أبت أن  تُخمد  بل  إزدادت  إشتعالاً.. أرأيت  وقود  يُصَبُ على  النار  يطفأها..  فذاك شوقي لكِ كلما  تذكرتُ وجهكِ  صار حريق. تا الله ما  بي من قوة  لنسيان  هواكم.. فهو  يصحبني أينما كنتُ.. في المقام  أو سفر  وترحال..   في نوم  أو  صحو هو رفيق. قالوا : أليس  ملكات الجمال  كثر.. فلم نراكَ منكسراً مستسلماً لها  ومن  أجلكِ  كم من  حسان  دمها  تُرِيقُ. قلتُ : ما من سبيل  لإنتزاع هواها من الفؤاد إلا  إنتزاع  الفؤاد فقال  الحكيم : إذن  سأعود  من إجلكَ  الرحمن فما  من  قوة  لدى  بشر  لينزع  حبها من  فؤادكَ أو لتنعم  بحبها من من  تحقيق. 

بائع ليمون

 كنتُ أرى  عجوزا   ذهاباً  وأحياناً يفترش  قارعة  طريق.. يجلس  وأمامه  سلة  ليمون. أقبلتُ  عليه وأشتريت  منه  ولم يكن  لي بالليمون  حاجة  وسألته : أيا جدي : ما بالي  أراكَ  تجلس  ها هنا  في حر الصيف  وفى  برد قارس  لشتاء وامامك  سلة  ليمون؟ ألا يشتري  منك  أناس  أم لم يعد  الناس  بحاجة  لليمون؟ قال : هذا  حديث  يثير شجون. نحن  الفقراء  قد صرنا  للاغنياء  كسلة  ليمون. يعصرونا  ليحصلوا  على  عصير  ينعشهم  أو يأكلونا  لنفتح  شهيتهم.. منذ  أيام  مر  بي  أحد الأغنياء  وأعطاني  مبلغ من المال  وإذا  بأعوانه  يلتقطون  الصور  وينشروها على  الميديا.. ويلقبونه  رجل  الإحسان يعطف  على الفقراء ويأتي  آخر ليعطيني  كرتونة  مع  بسمة  تعلو  شفاة.. كل  يطمع  أن  يصير ترند  سباق  مجنون. نحن  الفقراء  قد صرنا  للاغنياء  تسلية.. يعصرونا  مثل  الليمون. 

مرحباً رمضان

مرحباً واهلاً  شهر  رمضان..حللتَ ضيفاً  كريماً  أيا  هبة  من رب السماء. أمرنا الله  بالصيام  والقيام  والإحسان  فيه أفلا  نلبي  النداء؟! نتضرع  إلى  الله  فيه  أن  يرفع  عنا  ما نحن فيه من بلاء. أيا  رباه.. رفقاً  بنا فليس  لدينا  صبر ولا جلد  على  عظيم  إبتلاء . ضرب  الله  مثلاً  للمنفقين  بشجرة  يانعة تنبت سبع  سنابل  ذلك  فضل الله  والتجارة  مع الله  ربح  ونماء.   نأنس  به   في  ثلاثين  يوما  وفي   أخره  إما   فوز برضا  الرحمن فننعم  بالجنان  أو تخرج  منه  خالى  الوفاض  فأنت  والخاسر  سواء.

أمي

 ما  بالي إذا حاولتُ الحديث عن أمي يقف عاجزاً عن البيان لساني. هي  نبض قلبي  هي  الحياة.. هي  ملجأي  عند  الخوف فهي  اماني. هي  هبة  الرحمن.. إنظر  تحت  قدميها إذا مآ  اردتَ أن  تنعم  بالنظر إلى  الجنان. هي  تسري في دمي  وبعد إنقطاع  حبل  يصل  بيننا.. صارت  كل  كياني  أوصى  الله  في  القرآن بالإحسان  لها وبحسن  صاحبتها الرسول الكريم  دعاني. نصحتني  امي: عش حراً أو مت شهيداً  دون الوطن  فقد عاش  مَنْ  مات فداء  لأوطانِ. كيف  اوفيها  حقها في  يوم واحد أفلا أبر بها كل ايام زمانِ. 

أقدامي تقودني إليكِ

 جميلتي :ما بالي إذا هممت بالرحيل والبعد عنكِ.. أرى اقدامي تسوقني إليكِ. لا أرى في الكون غيركِ ولا أسمع إلا همس شفتيكِ. كلما رايتُ في السماء نجماً ساطعاً وقمراً منيراً وعلى صفحة الماء يتراءي لي جمال عينيكِ. أغار من النسيم إذا ما داعب وجهكِ و الزهر إذا ما تفتح على وجنتيكِ. أه قلبي :هل لإنتزاع هواها من الفؤاد سبيل أم سنظل من أسراها.. تأمر فنقول لبيكِ. قالت : أرفق بنفسك فما  كنتُ أخون مَنْ صان  عهداً  للحب قد قطعناه.. أما علمتَ أن الحب بيد الله وقد  صار  قلبي  لكَ.. قلتُ لها : إفعلي  ما  شئتِ  بقلبي  فهو  ملك  يديكِ

أيا سارقاً قلبى

 أيا  سارقاً  قلبى  هلا أعدته.. ما  لي  أراني  قد غدوتَ  لديك  أسيراً. شكوتُ إلى  قاضي الغرامِ  عينيكِ  الساحرتين  تصيبني  سهامها  قال: ما  أرى  سوى  قلبكَ  ينبض.. وما أراكَ إلا  القلب  قد  أسلمته.. فكيف  اقتص  لك  ولا أجد على  السطو  بركاناً أو دليلاً؟! جميلتي : هلا رحمتي مَنْ  وقع أسيراً لهواكمو  وقد كان قبلكِ  على  قلوب  الحسان  أميراً.  فهل لإستعادة  قلبه الذي ما كان يحيي  بدونكم  يجد سبيلاً؟  قالت : ما من  سبيل لإستعادته.. قلب نقي طاهر  قد وقعتُ في  اسره.. ما اقول إلا كيوسف  لإخوته : معاذ الله  أن نأخذ  إلا مَنْ  وجدنا  ضالتنا  لديه  وا كنا لنقبل  عنه  عوضاً  أو نرتضي  عنه  بديلاً. 

ينبض قلبكَ عشقأ لها

 قالوا : ما  لنا  نراكَ  ينبض  قلبكَ   عشقأ   لها. ألا  تدرك كم بلغتَ من  العمر  سنين؟!  أجبتهم : ألا  تعلموا  أن الشجرة  تتساقط  أوراقها  فى  الخريف وتعود  تزهر  ورداً ورياحين؟ كنا نظنها  قد ذبلت  وماتت  فإذا   جاء  الربيع  عادت  للحياة  بعد  حين. ماذا  انا  فاعل  بفؤادي؟ هل  أدفنه.. أما  يكفي  ما   عانينا من  جراح و عشنا  والأنين؟ هل  أصبحت  السعادة  محرمة علينا..  كنزاً  نفسياً  وثمين. أليس  لنا حق أن  نحب من  نشأ.. أتراكَ  لا تدري ان الحب  يقذفه  الله  فى قلوب  مَنْ  يشأ ووصي  به  الهادي  الأمين. حبي  لها  كان  دواء  لجرح  غائر.. لم  يزل  ينزف  على مر السنين. 

تخشى أن تلتقي منا العيون

 قالت  لي  جميلتي : ما بالي  أراكَ تنأى  بوجهك  عني   تخشى أن   تلتقي  منا  العيون؟  أما عَلِمتَ أن  المحب  تكشفه   رعشة  الخوف  والإضطراب  في  الصوت إذا  مآ  رأى  حبيبه  في  خطر.. حديث  القلب  بلا  صوت.. تعابير الوجه  إذا مآ   ينقل  النسيم  عطر   مَنْ  تحب.. والأذن  ترقص  طرباً  إذا  مآ  سمع صوته.. تراه  تائه إذا مآ  غاب  الحبيب  عنه  لا يدري  مَنْ  يكون. أما  احسستَ  أني  احبكَ  وانكَ  أنت نفسي .. فهل  تراني  احتاج  معكَ  كلاماً  باللسان الا  يكفيكَ ما تبوح به  العيون؟!  قلت لها : كنتُ  اخاف  إعترافاً  بحبي  وقد كانت تتملكني الظنون.  ما كنتُ  استطيع  لحبي  لكِ  وصفاً  وقد فاق  حب العاشقين على مر السنين  والنسيان  درباً من  الجنون

لا ترى لها نداً بين النساء

 جميلتي  قالوا : ما لكَ كيف تعشقها  ولا ترى لها  نداً  بين  النساء؟  هلا أجبتَ.. اذاك  لأن الحب  أعمى أم مسكَ سحر وإنا  نرى  أنه  قد نزل  بكَ  من  الله  إبتلاء. أيا  لائمي في هواها هلا رفقتَ  بحالي.. مٌنْ  ذا يقاوم جمالها؟  أما رأيتَ  أن جمالها قد فاق  الحسان وتشبه في النقاء  والطهر ملائكة السماء؟! هي مَنْ إقتبس الزهر جماله وعطره  وشذاه وتضرع  القمر  بين  يديها طمعاً  أن تضفي  عليه  بعض  من  البهاء. والأرض  تهتز  تحت  قدميه  طرباً إذا  ما راح  أو جاء. قال :بني  ما كنتُ  أُصَدِق حديثاً  لولا  رؤية  بالعين.. ما أقول إلا  ما  قالت في  يوسف  النساء. ما هي  بشر وإنما  مَلَكُ  هبط إلى  الأرض  من  السماء.

متى يشفي منكِ الفؤاد المعذب

 جميلتي : ما بال قلبي  لا يزال  يرنو  للقرب  منكِ.. يحلم دوماً بالتلاقِ.. ما أراه إلا  قد أُصيبَ  بحبكم.. وما  أدري  مَتى  يَشتَفي مِنكِ  الفُؤادُ  المُعَذَّبُ؟  وسهم  المَنايا وظفر  بحب  عدوى  مِن  وِصالِكِ  أَقرَبُ. هجر ووصل  وشوق  ووجد ولوعة.. ما قد نَعِمتُ  براحة في  حبكِ.. لا أنتَ تتركي  قلبي  الأسير  لديكم  ولا  أصبحتُ  منكم  أقرب. عصفور  وقع  فى  يد طفل صغير ..  يلهو  به.. يعتصر  ألماً  يذوق  الموت والطفل يضحك وبعذابه  يرحب. فلا  الطفل  ذو عقل  يرق  لحاله.. ولا  الطير  ذو ريشٍ يَطيرُ  ومنه يهرب.   سأفر  يوماً  من أسركم وسأظفر  بحب  صادق  وساصبح  فى  هواي  مُنعَمُ. 

تركتُ سهام عينيكِ تقتلني

 جميلتي : ما بالي  قد ‏تركتُ  سهام   عينيك تقتلني.. أفلا اجبتِ مَنْ في  هواكِ  معذباً.. أين  تركتِ  بعد القتل  جثماني. وهل إذا  ما  غبتُ  عن ناظريكِ.. قلبكِ الرقيق   بحديث العشق  يذكرني؟  أم  قد نسيتِ عهداً  للحب  قد  قطعناه  وأقسمنا  أن نَبَر  به وإن قُطِعتْ بعض  من أوصال شرياني. إذا  بكِ قد هربتِ من  ميدان  القتال  وأسلمتِني  بيديكِ هاتين  لسجاني. كيف  إستطعتِ  أن تبدلي  الوصل  هجراً وتشمتي  بي  ألد  أعدائي؟  قالوا : مَنْ  يسقيكَ  من  منهل الحب العذب  يستحق  منكَ أن  تبادله  حباً  بحب.. فهل  جزاء الإحسان إلا الإحسانِ. 

يا مّن تجيد عيونها لغة الهوى

 جميلتي :يا مّن  تجيد  عيونها  لغة  الهوى.. مالي أراكِ لا  تفهمين مقصدي و  مرادي؟! أتراكِ  قد  علمتِ  ما  يجول  بخاطري ولكنكِ  تستعذبين آهاتي؟  قالوا قديماً : الصب  يفضحه  الهوى.. هذا  حالي  فى  الغرامِ .. أتراه  يخفى  على  قاصي  أو داني؟! كيف بكِ  قد  أوقعت  سهام  عينيكِ  فارس مغوار.. هذا  سؤال  ما  زال  يتردد على  شفاة حسانِ. فهلا  رفقتِ بمعذب في الحب ولا يملك لهواكِ دفعاً وقد تجاوز  حبه  لكِ  كل  العاشقين على مر الأزمانِ. 

يكتسي زي الملاك

جميلتي...  يا زهرة  يطيب  بعطر  شذاها كل أرجاء الوجود فالله  قد خلق ذلك  الحسن  ليصارع  الأزمان رمزاً للخلود. يامن أراه  بالفؤاد و يكتسي زي الملاك بحسنه الثائر المتمرد.   نبضات قلبي من فؤادي تشتكي شوقاً  إليك تهفو  بأن تطير تشدو  بلحن  الحب كطائر مغرد.... ترسل له باقة من ورد ومن عنبر وما العنبر و الورد  إلا من جمالك....  رقتها  تستقي. أحببتك  والحب  سلطان يفعل  ما يشاء  وليس لما نريد يطيع و بما  نفكر يهتدي.

ما بال قلبي إليكِ يشدني

 جميلتي :ما بال قلبي إليكِ  يشدني نحوكِ  يدفعني..  وعقلي  عنكِ  يبعدني .. يصارع العقل  القلب أحدهما  ىأبي  إلا  رحيلاً عنكِ  والآخر  يدنيني . انا  سفينة  فى  بحر خضم أصارع الموج أبتغي وصولاً إلى شاطئ النجاة  وما  من  مرفأ  يأويني. ظمآن يغترف من نهر العشق وكلما إرتشف منه إزداد ظمأً  ومْن  غيركِ من  نهر  الحب  الصادق  يرويني. مصاب بسهام  عينيكِ الساحرتين  وأنتِ الجانى  ومَن  إرتكب  جرماً  حق  عليه  العقاب  أو يشفي جرحاً دامياً  فمَن  غيركِ  منوط  به  أن يداويني. أيا مَنْ  ملكتِ القلب جئتُ أشكوكِ  إليكِ.. فهلا  حكمتِ  بالعدل  فالعدل  يرضيني. قالت : إن  كنتُ  أصبتُ  قلبكَ.. أفلا  يكفيكَ  أن أمنحكَ  قلبي  بديلاً فنعيش  به  سوياً.. إعلم أن  قلبي  نقي  طاهر  لم  يعشق  قبلكَ..  زهرة لم تتفتح من قبل فإذا بحبكَ يلمسها من ذا الذي  يحظى  بمثله  إلا مَن  حاز كنز ليس  له مثال  في  الأرضينِ. 

مالي لا أسمع منكَ جواب

 سألتني حبيبتي : ألا تحبني؟  ما لي أراكَ صامتاً.. مالي لا  أسمع منكَ جواب؟ قلتُ لها : إن الحبَ خدعة.. أكذوبة فكم خُدِعنا من قبل بإسم الحبِ وعشنا أوهاماً.. نمشي  فوق  القمر.. تحملنا السحاب. كلما  أغلقنا  للهوى  باباً .. إذا به  يفتح  داخل  القلب  ألف  باب. كنا  كمن  شرب  من الخمر  حتى  أرتوي.. نحلم  بالسعادة.. ما علمنا أن الحبَ طريق  نهايته  العذاب. قد كان قلبي  بريئاً وإذا  أنتِ تطعنيه  بلا  رحمة.. قالوا قديماً :إذا جاءت إليكَ الريح عاصفة فأذهب عنها وأغلق دونها ألف بابِ. قالت: أما  علمتَ أن  قلبي  ما خفق  لغيركَ.. فقد إكتفي  بكَ  وأغلق  بعدك  الأبواب. قلتُ لها : بالله عليكِ  أخبريني.. لِمَ  لا تبوحِ  بحبكِ  أتراكِ   تعبثين بقلبي  أم قد  إستعذبتي  ما أعاني  من عذاب. قالت : إعلم أن  جرح  بقلبكِ هو بقلبينا سوياً فقد ملكت ِ القلب دون أن تسأله  ذلك ولكن  اخاف  على  قلبكَ  إذا  مآ  أفترقنا وخضعنا  لحكم  الزمان  أن ينطفئ  ما به من  بريق.. وإذا  به  يصبح  زهرة   تذبل  أوراقها وتيبست فروعها وجذورها ويصبح  كجلمود  صخر أو أن يصبح  قاسياً كالحديد . أجبتها :أعلمي أني  منذ  وقعتُ في حبكِ  صار قلبي 

أغلقتَ القلب قبل الأذن دوني

 يقول الناس :أنكَ قد أغلقتَ القلب قبل الأذن دوني فلم تعد تبغِ الإستماع إلى كلماتِ ِ. أتراكَ تعلم ما أعاني من آلام  أم  تراكّ  تبغي  أن تزيد ألماً بالفراق؟! ما لي أراكَ قد أصبحتَ مثل داوود حيث تسلق مَلكان إليه المحراب.. إذ أصدر حكماً دون أن ينطق لأحدهما لساناً أو يجري حديثاً على الشفاة . كنتَ وما زلتَ  فرساً أصيلاً ولن يغير من الأصل أو يمحوه   تركاً للسباق . فهلا  فتحتَ الباب فإن كنتَ قد أغلقتَ دوني بابكَ  فسيظل بابي مفتوحاً في هجر أو وفاقِ. هل  علمتّ لنسيانك  من سبيل؟! كيف  أنساكَ وأنت  ذاتي. 

رفقاً بقلب متيما

 جميلتي :ما  بال  قلبي  يسأل  فهلا أجابته.. أيا  مَنْ  حاز الجمال بأسره  رفقاً بقلب  متيما. ما أن  رأى هذي العيون  الساحرة  حتى لبى مرحباً..  أهلا بمن سكن الفؤاد وإليه أمره  قد سَلَمَا. أيا غزالاً  يمشي على  مهل الهوينا والحياء تاج  يزين  لكِ الجبين   والحسن  قد أكملا. الشوق يعبث بي يثور بركاناً .. إعصار يدمر كل السدود.. نار تستعر تحيلُ الثلج ماء من الذوبانِ لمن  ملك الفؤاد.. السهد  قد  أضناه  وحبيبه  ما  رق  لحاله  فتركه  يتألما. 

قلبي تهزمه عيناكي

 حبيبتي :مالي أراني  كلما ظننتُ  أني  نجوتُ من بحر هواكِ المترامي الأطراف  .. إذا  بقلبي تهزمه  عيناكي . أيا  قلبُ : أما  تعاهدنا   ألا  نفتح للحب  باباً.. أليس  الحر   مَنْ  يصون  العهد  فما  بالكَ   لا  تلقي له بالاً.. أجيبي :كيف  فتنته فصار  أحد  أسراكي ؟ في  جمال  البدر مكتملاً والرقة في الأزهار.. قد ذهب جمالكِ الملائكي بعقلي فما  زال  حقيقة  في  القرب  وطيفاً في البعد يراكي . سقيماً  ليس  يرجى  له من  شفاء غيركِ.. أتراكَ  تدري  من سبيل  ألا  يصيب  القلب  سهاماً  تطلقها  الساحرة  عيناكي ؟  ملكة  متوجة على  عرش الجمال  قد أصطفاكِ القلب  سلطانة عليه.. أنتِ  الحياة  له  فمالي  أراكِ تعبثين به وتلك مأساتي. 

عليل أصابتني عيناها بسهم

 أيا  لائمي في هواها.. تمهل  فما  أراكَ  إلا  قاضياً  يحكم  بقضية والأدلة  لم يحط بها خَبَرا. عليل  أصابتني  عيناها  بسهم وما أستطاع  القلب  له  من دفع  و ما يملك على الجرح صبرا ولا جلدا.   هلا اجبتَ: اتراكَ  تملك لضوء  شهاب من  أن يصيب  عينيكَ أو أن تحجب جمالاً  يفوق  خيالٍ .. يفوقُ  الشمسا  والقمرا ؟أما  عَلِمتَ  أن الحب  سلطان  ذو عرش  وسطوة  تفوق  الجانَ  والبشرا. من ذا الذي يملك أن يطفئ نارا  الحب  اشعلها .. أو أن يبارزه    فلا يجيب  إذا  نادي أو يعصيه إذا ما أمرا. 

أما لي عذراً في الغرامِ

جميلتي :القلب  يسأل فهل  أجد مِنْ مجيب..  أَمَا لي عذرٌ  في الغرامِ وأعْيُنِي تَرَىٰ كلَّ شيءٍ فيكِ للحبِّ داعياً و ما  للبعد  عنكِ  مِنْ مهرب  أو سبيل. بدونكِ  أمضى  بطريق  مظلم بلا  دليل  أو قمر  منير. قالوا : كيف  بكَ تقع  في  هواها  وكم  من  حِسان  طاردتكَ وما وجدت  لقلبكَ مِن سبيل؟  أجبتهم : أليس  الحبُ   قدرا  بيد الله  وهل يملكُ أحد لتغيير  القدر من  قدرة  أو  سبيل؟  قد كان  الكون  موحشاً فإذا  به قد  صار  بكِ جميل. ملاك ُ يتيه بجماله قد فاق البدر حُسناً قد إختارها القلب ملكة على عرشه  وأصبح  لكِ  أمير. 

لم تطرق بابنا

 طرقتُ  الباب.. أجابتني الجميلة: من أنتَ؟ ولم تطرق  بابنا؟  تكلم  ؤأفصح  حتى أفهم  ما تقول؟ قلتُ لها : قلب ظمآنٌ ..ساقه العطش  إليكمُ فهلا  عطفتِ عليه  بشربة   من نهركم؟ فبدونها صار زهرة  جفت..   فإما إرتواء  أو موت يسببه  الذبول. قد توارى القمر إذا مآ لاح حُسنكِ في الأفق وقلبي إذا مآ يراكِ تشتعل به نيران الشوق وكأنما قد قرعوا للحرب طبول. أيا  ملاكا  لم أرى له  في الحسن  مثالاً.. فهل ألقى  منكم  قبول؟  قالت : لا تبوح  الحرة  بالهوى.. إذهب إلى  أهلي  إن أردتَ وصالاً.. وإن  سألوني  فسأصمتُ..أليس الصمت  دليلاً على القبول؟ 

إن الحب خدعة

 سألتني حبيبتي : ألا تحبني؟  ما لي أراكَ صامتاً.. مالي لا  أسمع منكَ جواب؟ قلتُ لها : إن الحبَ خدعة.. أكذوبة فكم خُدِعنا من قبل بإسم الحبِ وعشنا أوهاماً.. نمشي  فوق  القمر.. تحملنا السحاب. كلما  أغلقنا  للهوى  باباً .. إذا به  يفتح  داخل  القلب  ألف  باب. كنا  كمن  شرب  من الخمر  حتى  أرتوي.. نحلم  بالسعادة.. ما علمنا أن الحبَ طريق  نهايته  العذاب. قد كان قلبي  بريئاً وإذا  أنتِ تطعنيه  بلا  رحمة.. قالوا قديماً :إذا جاءت إليكَ الريح عاصفة فأذهب عنها وأغلق دونها ألف بابِ. قالت: أما  علمتَ أن  قلبي  ما خفق  لغيركَ.. فقد إكتفي  بكَ  وأغلق  بعدك  الأبواب. 

نجم ولا جرم يدور في فلكي سواكِ

حبيبتي :مالي أراكِ  في صفحة القمر المنير فإذا به يتوارى حين يراكِ. وأراك في كل البقاع كأنما أنا نجم ولا جرم يدور في فلكي سواكِ. بدونكِ حبيبتي أصبحتُ جسماً معتماً فهل علمتي قمراً ينير دون شعاعاً من سناكِ. قالوا إن الزهر  إذا  مآ  ذَبُلَ يفقد  سحره  فكيف  يعود  كما كان  إذا  مسته  يداكِ. والريح  تهب  تحمل   عطركِ إذا  مآ  مَشيتِ  فأشم  فيها طيب   شذاكِ. وجه  جميل  برئ  كالملاك.. فالله  البديع  على  عرش الجمال  قد أصطفاكِ. قتيل  بسحر عينيكِ وأنتِ  الجانى  وفى  الحكم  قاضياً   وكيف  لي  بطلب  القصاص  وشكواي  منكِ  تعود إليكِ؟ 

ماذا أّلمْ بي منذ أن إلتقت العيون

 حبيبتي :مالي أراني  لا أدري ماذا أَلَمَ بي منذ أن إلتقت العيون؟  قد كان قلبي قبلكِ  مسالماً مطيعاً فإذا به  ثائراً   متمرداً.. سجيناً يحطم  أسوار  السجون. جميلتي : قد سلبتِ  العقل  مني  وها هو  القلب  يأبى  أن يظل  في هواكِ  عاقلاً.. لا  يملك أحد سواكِ   له علاجاً  للجنون. قد صار السهد  لي  صديقاً.. أسهر  تتملكني  الظنون ويأبي  النوم   إلآ  خصامأ  ومجافاةً للعيون. أسأل  القلب : إلى  متى  للوصل منه إنتظاراً؟  ولِمَ  تؤرقني   بالشوق  لها.. أليس  بعد الثورة  من هدوء  وكل  حركة  تؤول  إلى  السكون؟! يقول لي : رويدكَ.. رفقاً بي  فبدون  أميرتي  تراني  كأعمي  يتحسس  الخطوات.. تائها  لا أدري  مَن اكون. 

مالي أراكَ تراقبني وتطاردني منكٌ العيون

 سألتني حبيبتي : مالي أراكَ تراقبني  وتطاردني  منكٌ  العيون؟  قلتُ لها : أرأيتِ  قمراً منيراً  بسماء  لا ترقبه  عيون؟!  كيف  بي  أقاوم  هذا  السحر   وضحاياه لا تحصى.. قد ذهب  جمالكِ  الملائكي  بعقلي  فلم أعد  عاقلاً  بل  مجنون!  قد إنهار  الجبل  فصار دكاً    وتساقط منه  صخور منذ أن رأى هذي العيون. و الأرض   تهتز.. تضطرب  إذا  مآ  تبخطرتِ .. تخطين  عليها  بتلك القدمين.  والفراشات  قد هجرت  الزهر لما  سمعت  حديث  الأنسام  عن الشفتين. مآ بال  الكلمات  تخرج من  فيكِ  أنغاماً  تطرب  الأذنين. جمال خلاب  يزينه جلالاً ووقاراً.. الحياء تاجاً على  الجبين. 

شبتُ وما شاب القلب عن حبكِ

 حبيبتي :شبتُ  وما  شاب  القلب  عن حبكِ وما زال  له  حافظاً .. يحلم  دوماً  بالتلاقي. لا زال  القلب  فرساً جامحاً  لا يرتضي  فيكِ  هجراً أو إستسلاماً  ويأبي إلا  إكمال  السباق. لربما  تذبل بالزهرة   أوراقها.. لكن  شذى  العطر باقِ. قالوا : ساحرة  ألقت عليكَ  تعويذة.. فصرتُ  أسيراً  لهواها  بعد أن كُنتَ  عزيزاً مهاباً  في حضور أو غياب ِ. فأرسل  إلى  الحكيم يصف لكَ الدواء    من حبِ  يبتليكَ  بالعذاب.  هل  تبغى  دليلاً  يساعدكٌ  في الوصول إليه؟  قلتُ : أما  علمتم أن الله  هو مَنْ  أودع  الحبَ  بالقلوب.. فهل  هناك  مَنْ  يملكُ  للقدر  تغييراً  أو أن  يمحو مآ سُطِرَ  علينا  في  كتابِ.  قالوا  قديماً : إذا  جاءت  إليكَ  الريح  عاصفة.. فأذهب  عنها وأغلق   دونها  ألف  بابِ. 

قلبي فارق الحياة ويعود نابضاً من جديد

 حبيبتي :منذ أن إلتقت بكِ العيون.. إذا  بقلبي  الذى  حسبته  قد فارق الحياة  يعود  نابضاً من جديد. إذا  بذلك  الكهل الذي   ينتظر  الموت.. تلك  الشجرة التي تساقطت أوراقها وتيبست  فروعها  وجذورها  تزهر.. تشرق  تولد  كطفل وليد.  آه  جميلتي : ماذا فعلتِ؟  هل  يملك  حبكِ  أن    يحيي  بأمر الله  ذاك  القلب  الميت  إلى  الوجود.. قد حسبته  أمراً مستحيلاً  بالتأكيد؟ كيف  بي  أراكِ  فارس مغوار  يمتطي  صهوة  هذا  القلب  الجامح .. الذي  فشل في  ترويضه  الفرسان  فهو شامخ  وعنيد؟!  كيف  بكِ  تبدلين  ظلامه  شمساً  تنير..  تفتت   الحزن الدفين سعادة  كفرحة  الأطفال  في  العيد بالألعاب  في  الملاهي  واللبس  الجديد؟ 

كيف تنبض بداخلي وتأتمر بأمرها

 أيا قلب أجبني :كيف بكَ تنبض بداخلي وتأتمر بأمرها؟ ما بالي أراكَ لا تزال  تردد  لحناً للحب  تعزفه.. تهيم  تائه  تهذي  بإسمها ؟ ما  أراكَ  إلا  قد مسكَ  قبس من سحرها؟ مالي أراكَ  لا تزال  ظمآنٌ.. لن تشبع حتى  ترتشف  من نهرها؟!  ما لي أراكَ  تشتعل.. فهي  شمس تحترق  إذا ما كنت  بقربها.  وفى البعد الشوق  رياحا  تضرم بالفؤاد النار تشعلها  وتزيدها  إشتعالاً  إذا ما تخبو نارها.  في الليل  قمراً منيراً يضئ الكون  سماؤه  صافية زرقاء  لونها. هي  ملكة  للحور.. ما أغلى  مهرها. إذا  ما  متُ فاكتبوا على  الضريح .. مات  شهيداً  لحبها. 

أيا حكيم :فسر لي هذي الطلاسم

 أيا  حكيم :فسر لي  هذي الطلاسم.. فأنا لا أدري الحلول؟ هل  يمكن أن  يعود الزهر  إلى  الحياة  بعد  الزبول؟!  كيف  يسود السلام  ربوع الأرض  وقد  أعلن  الطرفان  الحرب  ودقوا  لها الطبول؟ قتلوا  البراءة  وسفكوا  دم  الأبرياء  وأشعلوا  النيران فى  أغصان الزيتون  وذبحوا  الحمائم  ولا يزال  العالم في  غفوة  وصمت  مقيت.. ألا  يعنى  الصمت  عن  الإدانة  القبول؟!  بأي  شريعة أباحوا  القتل  وسفك  الدماء  وبأي  ذريعة دبروا  .. ألا  يعلمون  بأنهم  قد  نسفوا تعاليم موسى  كليم الله  والهادي  محمد وعيسى  إبن  البتول؟  قال :رفقاً بي  فأنا لا أدري ماذا أقول. فلنتضرع  إلى  الله  ونبتهل  سوياً  عسى أن  تعود الضحكة على  وجوه  الأطفال  ويسود السلام  الأرض  ونرى  الزهر  البديع  يزين  الحقول . 

ما رضيتُ سواكم في الهوى بدلا

   آه جميلتي : قد أضحى  الفؤاد أسيراً لديكم ُ والحب كما تعلمين حاكم وسلطان.. كم من  محب فارق  الديار  وصار الحبيب لهم في الأرض  أوطان. كانوا  ملوكاً على العروش  متوجة .. صاروا  عبيداً وما أضحوا كما كانوا. ومنهم  من  أضحى  تائه في الأرض..بلا دليل  يهتدي به  فكيف  الوصول إذا  لم  تملك للطريق خارطة  وليس  لديك من أثر  تقتفيه.. كم نفقد  من  كنز  ثمين  إذا ما ضاع  مِنْكَ  عنوان.   لَو كانَ قَلبي مَعي ما اِختَرتُ غَيرُكُمُ  وَلا رَضيتُ سِواكُم في الهَوى بَدَلا. قد  عشقتُ أميرة.. أصابتني  سهام  عينيها  فما  أخطأت.. كم وقع في هواها  من أسير واللحظ قـَتال.     . كيف  السبيل إلى  الهروب من شراك هواكِ  والقلب راغِبٌ في مَن يُعَذِّبُهُ.. فليس يقبل لا  لَوماً وَلا عَذَلا. 

السعادة والعيد

سألتُ حكيم :أقبل العيد فهل  طرقت السعادة على الأبواب من  جديد؟ أين  ذهبت تلك البسمة على الشفاة والتي  تشبه الماء من نبع صاف حين  يرى الطفل  الثوب الجديد؟ ما لنا  صارت  قلوبنا  قاسية كالصخر عليها  مغاليق من حديد؟! أين  ذهب  الحب ولم أضحي القتل والكره  بديلاً.. أتراه  توارى  كشمس  خلف  سحب.. فساد الظلام وأغتالت  يد الشر  النور فهو شهيد. لم نصر على  قتل  البراءة ونبث  سموم  الكره  كالأفاعي  داخل  الطفل الوليد؟ ما لنا  نسفك  الدماء  وقد حرم الله  ذلك  فى الإنجيل والتوارة  والقرآن.. وقد دعوا إلى مكارم الأخلاق بالتأكيد؟ اجبني : ما الحل  فإني أراك  ذو رأى  سديد؟ قال : ما من حل سوى  أن تعود طفلا أو تولد من جديد.

The cover of the book عنوان الكتاب

    ممالا شك فيه أن الشعب المصري يمتلك تراثاً شعبياً وتقافياً غنياً ومن ذلك التراث مقولة( الكتاب يظهر من عنوانه) وهذه المقولة ليست صحيحة إلى حد كبير وذلك لأن بعض الأشخاص لديهم القدرة على التلون كالحرباء وارتداء آلاف الأقنعة فقد يكون شيطان يرتدي عباءة ناسك A devil wearing a cloak of a monkوهذه المقولة هي وجه العملة الآخر لمقولة (the first impression lasts) أو الإنطباع الأول يدوم وأعلم أن الادق هو مقولة عدم الذم أو المدح إلا بعد مرور ستة أشهر فتلك تعد فترة لا بأس بها وقد تقابل إنسان وتحكم عليه من أول مقابلة أو موقف وهذا خطأ فقد يكون الشخص تحت ضغط عصبي أو توتر نتيجة تعرضه لمشكلة أو مرض شخص عزيز وما إلى ذلك. لذا يجب أن نتمهل في إصدار الأحكام ولنأخذ الوقت الكاف لتكوين وجهة نظر ورأى حول شخص ما ويجب ألا تصدر أحكام مسبقة أو تتلفظ بألفاظ جارحة فإنك لا تستطيع إستعادة الرصاصة إذا ما أُطلقت وقد تفشل في الإطفاء أذا ما أشعلت نار.

نفوس وأرواح مهشمة

مما لا شك فيه انكً إذا نظرتَ إلى  مرآة  مهشمة محطمة إلى مئات الأجزاء  فإنك  ترى  مسخاً وقد ترى  صورة لكائن لا يرتبط بالبشر  بأى  صلة  فما بالك  إذا  كانت النفوس والأرواح مهشمة. أتراكَ  ترى  بشراً؟!  مما يسترعي الانتباه تجاه  بعض  الأفراد  بل والدول  إلى إستخدام  العنف إلى  جانب زيادة الجرائم  ليس  في  عددها فقط وإنما فى بشاعتها  وطبيعتها  مما  يطرح سؤالاً : ما الأسباب وراء  تلك  الجرائم؟  والإجابة  : أن  النفوس  والأرواح  قد أصبحت مهشمة وملوثة.  فإنك إن  شربت َ من منهل ونبع  عذب للماء فسوف  ترتوي ولكن إن  شربتَ من  ماء  مالح  فسوف  تشرب وتشرب دون أن  ترتوي ذلك  ما نحن  فيه  الآن  نتعطش  لسفك  الدماء  ولا نرتوي قد فقدنا إنسانيتنا وقد يرى  البعض أن الضغوط  النفسية التي  نعيشها قد جعلت  النفوس والأرواح  مشوهة إلى جانب  غياب  العقل  عن  طريق  تعاطي المخدرات والمسكرات لذا  أمرنا الله  بالبعد عن الخمر والعلة في  قوله تعالى ( يريد الشيطان  أن يورث   بينكم العدواة  والبغضاء في الخمر والميسر )  إلى جانب  الهجمات المقننة لسلب  هويتنا  مروءتنا    عن طريق  المسلسلات  الواردة  إلينا وظهور  نماذج  س

ماذا أّلمْ بي مذ رأيتها

ما  زلت لا أدري ماذا أْلمْ بي  مذ رأيتها تلهو وتلعب بالكرة في الحديقة مع أختها الصغرى وإذا بالكرة تطير عالياً في الهواء وإذا بقلبي  يطير معها  ورأيتني  دون  وعي أو تفكير  أقفز وأقفز أطارد الكرة للإمساك بها خوفاً على قلبي ان يسقط ويصاب فإذا بي أسمع صوتها تقول:حذاري.. أخاف أن يصاب قلبي فينزف الدماء. فما زلتُ ما سمعتُ أكذبه وامسكتُ بالكرة واعطيتها إياها فشكرتني ومضت وأحسستُ أنها قد حملت قلبي مع الكرة. وقد كان القدر رحيماً بي وكريماً إذ رأيتها مرة أخرى وكانت تلعب بطائرة ورقية وفجأة تعلقت الطائرة بغصن شجرة وقد تعلق قلبي معها فتسلقتُ الشجرة ورأيتُ عيناها وقد بدا فيهما الخوف فتسألتُ هل ذلك خوف علي أم على تلك الطائرة؟ وامسكتُ بالطائرة وإذا بقدمي تنزلق عن الغصن وإذ بي أسمعها تصرخ : حذاري.. تمسك بغصن آخر فإني  أخاف على قلبي  فأمسكت بغصن آخر  ونزلت  سالماً واعطيتها إياها فقالت :ولِمَ فعلتَ ذلك  إنه  درب من  غباء. قلتُ لها : إعلمي أني  ما كنتُ  لأترك  تلك الطائرة التي تعلق  بها  قلبكِ  فالحب  كما  تدرين  إبتلاء. وسألتها :إني  أراكِ  تخافين على تلك الطائرة أليس  لها  بديلاً؟ قالت :بل كنتُ خائفة علي

ماذا إذا جاء معتذرا

 ما زال قلبي يسألني :ماذا إذا جاء معتذرا؟ أقول له :أتراكَ ترجو أن يعود الود كما كان! كيف السبيل إلى ذلك أخبرني والود قد هانا.  أتراكَ ترجو الماء من عين قد جفت أو بئر معطلة ام يُجني ثمرٌ من عاقرِ الشجرِ.. لا  يخدعنك  مسعول الكلام أتقيم الكلمات  صرحا.. كفى  وعود  فارغة ليس  لها اوزانا. أيا قلب بالله عليكَ  إستمع لي.. قد خسر مْن لم يفهم  نصحا.. ما لي أراكِ  ترجو وفاءً ممن باع  أو خانا ؟ تقول لي : أليس الحبيب  أحق بالود من الجار والله  بالجار أوصانا؟ أيا قلب إعلم أنه لا يُرتجى وفاء للعهد ممن من قبل قد خانا. ليس  من جدوى فيها.. هل  ترى  جدوى  لمن  يعبد  أوثانا؟! 

إن عاد الدار فمن يعيد إليه زوار

 سألتني حبيبتي :مالي أراكَ لا تسأل عني  وإن طال البعاد؟  هل إستعذبته أم لا زلتّ  مصراً على  العناد؟ قلتُ لها : لِمَ  هجرتِ  وتخليتِ  عني.. أما علمتِ أنكِ قد تركتِ جرحا لا زال ينزف  بالفؤاد؟ قالت : قد عُدتُ  الآن  وها أنا بين يديكََ لأمسح  دمع  بعينيكَ  و أطفأ  لهيب الشوق فيغدو  رماد. قلتُ لها : إن عاد الباب  فمَن  يعود بطارقه وإن عاد الدار فمن  يعيد إليه  زوار؟! قد جاء  بعدكِ مٌن  يطيب الزهر  بعطرها.. ذات  الجمال الملائكي  قد سكنت فؤادي وإندملت  جراحي  بقربها.. تسقيني  من منهل الحب النقي وأسمع  اللحن الشجي إذ  تجيد العزف على الأوتار. 

هل أشكوكِ أم أشكو إليكِ

 حبيبتي : ما لي  لا أدرى هل أشكوكِ ..أم أشكو إليكِ  من هواكِ  توجعا..  من حيرتي أصبحتُ لا أدري ما أنا  فاعل  فقد مات  صبري على  إحتمال البعد  تطوعا.  كيف لي  بالكتمان والشوق  لكِ وإن حاولتُ له إخفاء  اراه لي فاضحا. كم أخشى  أن  ترين تلهفي لا أقوى على  كتمانه .. لله دري ما عسي أن اصنعا؟قالت : انا إن  سكتُ عن الكلام.. فسكوتي  يبوح  بما  أُخفي والصمت حياءً..  شيمة  للحسن إذا  لم تتصنعا. قلت:أقسمت  عليكِ بالله الذي  أودع  الحب  في القلوب أن تخبريني  كيف السبيل  للوصال.. فالبين  قد أصاب  القلب بجرح دامي وقد أوجعا. قالت :إعلم أنه وإن  نأيتِ عني  فأنتَ  مني  قريب.. سأحفظ  عهدي لكَ  وميثاق  وما كنتُ للحب  أضيعا. 

وقعتُ في أسر كاذب في الحب

 نظرتْ إلي جميلتي  نظرة  المتلهفِ.. قالت:أرجو منكَ أن تقص علي روايتكَ وان تبوح بسركَ .. إني أراكَ عاشق في هواه رغم العذاب متيمُ . أجبتها:  وقعتُ في أسر كاذب في الحب  يدعي  البراءة.. رقيق  كالنسيم.. قمراً منيراً بل هو أجمل. يلهو  بقلبي  يتركه  يكتوي  شوقاً إليه. . يشعل  به النيران فلا يرحم. قالوا  قديماً : مَن  يهن  عليه  الود فهو علي  أهونُ. ما أقسى  على النفس  من شماتة  الحاقدين.. ينزف بالقلب  جرح ولا أستطيع أن أشكو  أو أمام الناس  أن  أتألم. 

مسافر عبر الزمن الجزء الأول

 مسافر عبر الزمن... عناء السفر قد  إحتمل. إسمع  صديقي  قصة ورقها على الإثارة قد إشتمل. أصبح  التطور التكنولوجي  يسير بخطى  مذهلة فقد إكتشف العلماء آلة للسفر  عبر الأزمان  ولما كانت تلك  الآلة فى  طور التجريب لذا فقد أعلن العلماء في الصحف  والمجلات ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام  عن ترحيبهم بمن يتطوع بتجربة  هذه الآلة شرط الا يتحملوا  أي  نتائج  سلبية  للتجربة. وبما أن  هذه  التجربة  تحوي  مخاطر فقد إمتنع الأشخاص من جميع أنحاء العالم عن الموافقة. فأجتمع العلماء داخل معملهم بشركة  عملاقة ودار بينهم هذا الحديث. قال أحد  العلماء : ماذا  نفعل وما الحل؟ إن  الناس  يخافون  من المخاطرة  وليس  هناك من يرغب في المحاولة. فرد آخر: نعم إن تلك  التجربة  تشبه  المقامرة  ولكن الاختلاف بينهما هو أنه فى  المقامرة  قد تخسر أموالك  ولكن فى هذه التجربة  قد تخسر حياتك. قال ثالث:صدقت وانا  ارى  انه من المستبعد أن يجازف احد فما الحل؟ فرد احد العلماء وكان يستمع  إليهم  في  صمت  وكان  جنتلمان يتحدث  بصوت  هادئ ويعرف  بعبقريته وذكائه الحاد قائلاً : لا يوجد إلا  حل واحد إذا  أردتم لهذه  التجربة  النجاح.

هل إنتهت القصة؟

قُلتُ  جميلتي :  والله  ما أدري هل إنتهت القصة وأُغِلق الكتاب  وصارت حديقتي  صحراء  قاحلة واصبح كل ما حولي سراب؟  أظل اسأل واسأل ولا أجد مَنْ يسمعني أو مَن  يعطيني   جواب. يا لائمآ.. سألتكَ  بالله  ان  ترفق بي   فلا تتشدد في الحساب.  فما بالك بشخص يتجرع  الألم  كأساً.. كلما  نَقُصَ ملأه  الدهر  وما زال يملؤه..   مَنْ  غيري  يدفع  الحساب؟ قالت :أعلمُ  أنكَ متعب  كحصان أرهقه  الركض  في  مضمار السباق. كم تقاسي ويستعذب الدهر سقياكَ  كأساً  للعذاب. إعلم أن  ما بكَ من جرح   هو بقلبي.. قد فزتَ  بالفؤاد يمنحكَ  حباً نقياً وسنبدأ  سوياً  قصة  أخري ونكتب  عنواناً جديداً للكتاب. 

برزت إلي جميلتي بحسنها

أيا  لائمي أخبرني : ماذا  أفعل وقد برزت إلي  جميلتي  بحسنها الخلاب تتلألأ في  السماء..  فتوارت  النجوم والقمر إذ  رأتها خجلاً  منها وإجلالا. تسبي  الفؤاد فقد فاقت كل الحِسانِ  روعة  وجمالا  .. ما إن رأتها  العيون حتى  أزهر  قلب  متحجر  على  يديها كالربيع.. مذ أن مسته يديها  تفيض  رقة  وحنانا.    بحسنها  قد صرتُ  مجنوناً  حتى  كأني  رأيتُ في وضح النهار هلالا. ترنو  تارة  وتختفي  خلسة وتعففا... تبدي  حياءً  تارة ودلالا. إحترت  في  نظراتها  هل أومأت؟  اتراها  ترجو ذهاباً  أم تريد وصالا؟ وتخاطب  القلبان بأطراف  الحديث بينما  أضحى  الحديث  بين  العيون  سجالا. قلت  لها: هلا قبلتِ يد محب قد مُدت  بالوداد وتُقبلي.. فالبعد  بين  المحبين  جفاء. قالت: كيف  تطلب مني قرباً  ؟ انا  حرة ولا أقبل  في  ذاك  رجاء. سألتكِ  بالله العظيم  ترفقِ   بحالي وأعفِ عن ذلة.. وأرحمِ  القلب  أن يعيد سؤالا. هل تلومي من  أراد  الظفر بلؤلؤة  نادرة  تفردا.. أما علمتِ  أن المحب  يبغى  الحبيب  بقربه ..في مقام أو ترحالا.  تحدثت  بصمت  ثم ارخت  جفنها..قالت: ما أستطيع  الأفصاح  عن حبي.. يأبى  اللسان  النطق خجلاً.. فإذا  أردت

الهروب من شراك هواكِ

 حبيبتي : ما بال قلبي يسألني : أين المفر والسبيل للهروب من شراك هواكِ؟ قد كنتُ قبلكِ حالماً.. أرنو إلى النجم المضئ في السماء يبدد ظلمات قلبي.. أهيمُ أبحث عنكِ بين الورى فلا أرى غير ظل وخيال يتراءي لي.. ما  زال القلب يأبى  أن  ينبض  لسواكِ. قد كنتِ  لي  شمساً تذيب ما  أصاب  الفؤاد إذ  كان متحجرا  قبل لقياكِ.     الشوق  يعبث بي  يثور  بركاناً  لا يهدأ.. إعصار يدمر كل السدود.. نهراً لا يسير  إلا  بمجراكِ. قلبي  إذ يراكِ  يأبى  الخضوع لرغبتي  في  البعد  عنك.. مالي أراكِ قد  طاب  لكِ ما  أعاني من  عذاب يشعله  هواكِ؟  أميرتي : هل  هذا  طبعكِ  أم  تستعذبي  أن تؤلمي  مَن  إستسلم لحسنكِ فصار  مجنوناً  بهواكِ؟ 

أدمنتكِ عشقاً فاتنتي

 جميلتي : أدمنتكِ  عشقاً  فاتنتي.. وذاك  أخطر أنواع  الإدمانِ.  صريع في هواكِ  وقتيل.. كيف أبوح  بالشكوى واذهب للقاضي يقتص لي لجريمة  إذا كنتَ انت الجاني. قالوا : لا  يرتضي  طائر  العيش في  قفص   فالحرية  غالية  الأثمان..  ما لنا  نراكَ  منكسراً  مستسلماً لها؟  أما وددتَ هروباً  من أسر؟  قلت لهم : ما أجمله من سجن إذا ما كُنتَ أنتَ سجاني. حبيبتي : أنا مجنون  فى الحب  لا أعرف للهدوء  سبيلاً.. سيلاً إعصاراً  فلتحذري من ثورة  بركاني. قالت :  أعلم أن  حبكَ  يفوق  الوصف.. فأرفق  بقلبكَ وبَشِره  فسيشرب من  منهل الحب العذب  فحبي  مكتمل الأركانِ. 

فارس يختطفكِ من براثن الألم

 جميلتي :لكم وددتُ أن أكون منديلاً  يمسح  الدمع المنساب كحبات اللؤلؤ على الجبين.. أن اكون  فارساً  يختطفكِ من  براثن الألم الذي  أصاب  قلبكِ  يطير بكِ  يبعدكِ عن العالمين.. يكون لكِ  حارسكِ الأمين. حبيبتي :كيف  لي بوصف  حباً لكِ تجاوز حدود  الكون.. ما وصل إليه  مجنون  ليلى أو  أحد من قبلي في كتب  التاريخ من العاشقين.  كم  أود أن أقتلع من  الجذور ذاك  الحزن الدفين. كيف  لي بالبعد عنكِ  وتأبي  عيناكِ إطلاق سراح قلبي الأسير.. أما علمتِ أنكِ  تسرين في  دمائي وقد أصابتني  سهامكِ.. فكيف لي   بدفع  أمر قد سُطِرَ على الجبين؟ 

كيف لي بالبعد عنكِ إختياراً

 جميلتي :كيف لي بالبعد عنكِ إختياراً.. أما علمت أن حبكِ  يسري  في  دمي.. شمس  تستعر دوماً  نوراً وناراً.  ما لي إذا ما  أردتُ  عنكِ إرتحالاً.. يعيدني  الشوق  إليكِ  فقد أختار القلب عينيكِ  مستقراً وداراً. أيا مَن  ملكتِ الحسن أجمعه فصرتِ للجمالِ  قبلة .. فنرى  العالمين  يوجه لكِ  أنظاراً. خاطبتها : لقد وقعتُ في حبكِ  أسيراً قالت : لا تعجب  فلستَ  أول من  وقع  في الأسر.. فكم سقط قبلكَ  فارساً  مغواراً. قلتُ لها :أميرتي  أليس للأسير على الأميرة  إكرمه؟ قالت :لا أدري  كيف  وقعتَ  فى  هواكَ رغما عني.. فالحب  دائماً يحمل  أسرارا. 

إسمكِ منقوش على جدران القلب

 حبيبتي : مابالي  أسهر  مع القمر المضئ وأسألُ الليل أين الدربُ أسلكه.. ما عُدتُ أدري  أين  الطريق فقد  تاهت مني خطواتي. ما بال  الدمع  ينهمر  سيلاً لا يتوقف و الأنفاس  احبسها  مخافة أن تحترقي  من لهيب  أناتي.قد  بتُ  أبكي على  من  رحل دون أن يبوح بحبه وصار البين  يأسرني .. متى سنلقي  يا قلب  المسرات. كم تمنيتُ  إذا يوما يحدثني رسول  قلبكِ  أو يأمر  النسيم بحديث  الحب يخبرني.. أم تراكِ قد أستعذبتي  آهاتي؟  ما زال قلبي  مخلصاً  لهواكِ  يحمله  بين الضلوع وإن  نأيتِ عني  بآلاف  المجراتِ. ما زال إسمكِ  منقوش على  جدران  القلب  يسكنه ويأبي  عني  إنفصالاً  حتى  المماتِ. أيا مَن سكنتِ القلب ويأبي  لها  بديلاً فلتحفظي للهوى  عهداً.. فما  غرسته  يداكِ آنفا .. ستحصده  حتما فيما  هو آتِ. 

رأكِ القلب لبى مرحباً

 جميلتي :ما إن  رأكِ القلب  حتى لبى  مرحباً..  أهلا بمن سكن الفؤاد..  والله ما أدري لِمَ قد حنث  بالعهد وقد جفا. قد  كان لي  نجماً يضئ سمائي فإذا  به أضحى  سراباً وكأنه قد لاح طيفاً واختفى.القلب  قد أسرف في  حبكِ وما زال  ظمآنٌ.. وظل  ينهل من  نهركِ  وما أكتفي. أشكو إليكِ ملامة  الحاقدين.. عودي إلي..   نفسي..  فبدونكِ  أمضى  حائر مجنون  ما أزال  في  وحشة والشوق جمر  في الفؤادِ  مشتعلاً وما  انطفى . ما زال  قلبي  رغم الصبابة  بكِ مولعاً.. أسيراً  لديكِ  ويأبي  أن تحل من  الأسر  وثاقي.. قد كان قلبي قبلكِ  قاسياً كجلمود صخر لا ينبت زرعاً فبحبك صار  نقياً وأرتقي. 

أمام الناس لا تتحدثي

جميلتي :أرجو منكِ أمام الناس ألا تتحدثين.. فصوت يخرج من تلك الشفاه يخطف قلوب قبل آذان السامعين. كم يهتز قلبي إذ يسمع صوتكِ ويثير بداخلي الشجون والأنين. نعم أعشقكِ بل أذوب  كالثلج في الكأس  من الشوق لكِ .. أما علمت أن الشمس تفقد نورها وبريقها إلى أن تبتسمين. أغار عليكِ من القمر إذا ما عكس صورتكِ عليه فأضحي غيوراً منكِ..وأبى  ألا  يراكِ  احد فأختفي عن أعين الناظرين. والزهر إذا ما رأى ذاكِ الحسن أقبل منحنياً يقبل يداكِ معترفاً بكِ ملكة للحسن أمام الشاهدين. تغضين الطرف إذا ما نظرتِ وتمشين على إستحياء.. حسن  خلاب يُفقدُ الحكيم رشده وحسن الخلق تاج يزين لكِ الجبين. 

نجمة تزينت بها السماء

 أيا نجمة تزينت بها السماء.. قد إشتاق قلبي للقاءِ بعد الفراقِ . الشوق  يضرم نيران بداخلي.. ما أن تخبو  حتى تعود للاشتعال قد صرتُ  بكِ عليلاً  متعلقاً أشرب من  الكأس  والهوى لي  ساقِ. أرى  طيفكِ  أينما  نظرتُ وأين  ذهبتُ.. كيف الهروب من  طيف  يملأ  جماله  السماء والأرض والآفاق؟ قد صرتُ بكِ مسحوراً.. يقودنى  حبكِ  للجنون أين أجد لي  من  سحركِ معالجاً  أو راقِ؟  قالوا : إن  الرخيص  معدنه  يذهب هباءً.. أما  النفيس   النادر يبقى على حاله.. إن وضع  بالنار لا يتأثر بل يظل  محتفظاً بجماله على  مر السنين باقِ. 

على أبواب قلبكِ

جميلتي :على أبواب ِ قلبكِ قد طرَقتُ ولم أزل  ببابكِ واقفاً .. فلا همساً ولا صوتاً  سمعْتُ . وجئتُ  بالزهر  يفوح أريجه.. أنثره  أمام الباب لعلى أحظي  منكِ بنظرة  أو تلامس  قدميكِ الزهر فتزيده  جمالاً و يزدن  بها  أو يحمل  النسيم  لي منكِ  أثر.. به  أعيش  فما  لأحد سواكِ   إستسلم  الفؤاد وما  لأحد قبلكِ  بالهزيمة  قد قبلتُ. كيف بي أمر  بداركم  ظمآنٌ  ومن منهل  الحب  ما أغترفتُ  ولا شربتُ. أشكو لله  قلباً قاسياً لملاك.. كيف بكِ تعدلين  إلا  معي  ما كنتُ في حبكِ  إلا محباً مخلصاً وقد جُزيتُ دمعاً  تسفحه  عيوني ومنكِ  قد ظلمتُ. 

كم كذبتُ

حبيبتي :كم كذبتُ وقلتُ أني غيرُ مشتاقٍ لكِ وكتمتُ الحنينَ بداخلي.. متخوفاً من هجركِ فإذا بالدمعُ يَنفي ما أقولُ وأدّعي . كم  قلتُ كلّا لن أعودَ لحُبّكِ .. فإذا بي أحنث  بعهد قد قطعتُ  وأعود  دوماً إذ  أن طيفكِ  يؤرقني في مخدعي. ما أستطعتُ  أن أنعم  بنوم.. آه  من حب  بفؤادي  هو سر توجعي. كم حاولتُ هجراناً  لكِ وألا  أبوح بحبكِ.. وفؤادي  يأبى  أن يجيب  وكأنه   أصم للكلام.. لا يسمع  أو يعي. يرسل   إليكِ  رسائل  مدادها  دمع  العيون.. أقول  لقلبي:  لا تستحق ألا  تعيش  إلا على جدران  الحوائط   أو بين السطور  فإذا  بقلبي  يجيب:  كل الحياة  لها  فداءً .. كم  أتمنى أن تحيا  بداخلي وأن تعيش في  الواقع  معى. 

لص يبغى ان يختطف الفؤاد

 جميلتي : أعلمتِ من  لص يبغى ان يختطف  الفؤاد  والضحية لا تشكوه وتُسلِمه له دون  قتال! أخاطب  قلبي يقول : إن العيش  بدونها أمر محال. ما بال حبي لكِ  قد فاق الصحاري والبحار والتلال والجبال. أخاف  على  قلبي  البرئ أن تجرحه أشواك أجمل  زهرة  أبدعتها  يد الخالق .. ولانجد من  طبيب يداوينا  وتتحطم كأمواج  البحر على  صخرة  كل الآمال. قد كان قلبي  قبلكِ طائراً  حراً طليقاً ما أستطاع من  أحد الإمساك  به  والآن  قد أضحى أسيراً موثقاً  بالحبال. هلا كُنتِ  منصفةً في الحب  أميرتي..  إحفظي عهد محب مخلصاً.. أو أطلقي  سراح  قلبي الأسير.. لعل الله يستجيب مني  دعاء وابتهال. 

ما عاد لي قلبي رغم النداءاتِ

 جميلتي : ما إن  رآك القلب  حتى  ولي  مدبراً  تركني  وماعاد لي  رغم  النداءاتِ . هلا رحمتِ معذباً أصابه  إعصار  حبكِ  ما من سبيل ليهدأ غير رؤياكِ . قد علمتُ قلبكِ  رقيقاً..فما لي  أراه  قد صار قاسياً كجلمود  صخر  لا ينبت  زرعاً  إذا ما  أصابه  ماءً  أم أنه  قد إستعذب في الحب  آهاتي ؟! قد  كنتُ أميراً ذو عرش وسلطان  وكم كان لي  من ضحايا  الحب  قبلكِ  من ملكات  للحسن.. فإذا  بي  قد صرتُ  اليوم  عبداً من أسراكِ. ما أستسلم فؤادي  يوماً  لأحد  من  النساء..  فما لي أراه قد   أستسلم  لهواكِ  وإذا  به قد توجكِ على عرشه..    وملكة الملكات  قد سماكِ.  قالت : قد أصابني سهمأً للحب  قبلكَ .. وما أردتُ  إلا  أن  تكون  مخلصاً  فى حبكَ فجرح  الجسم له  شفاء وجرح  بالقلب  يقتله.. فالسم  يقتل  وقد لا تجد له من علاج ولا شافي. 

مذق بريدك فلن تصلك مني رسالة

  قلتُ لها :لِمَ لا تردى على  رسائلي؟ هلا رحمتِ قلباً  معذباً  بهواكِ والبين أضناني. قالت لي : مزق بريدكَ فلن  تصلكَ  مني  رسالة  ولن تستطيع أن تهتدي لعنواني.           وأقطع خيوط الأمل فلا  تركن  إليه ولا تبنى  قلاعاً من  رمال  وتعيش في  وهم.. إعلم  إنّي  ما كنتُ  أبغى  الوقوع  في  الحب فإذا  بكَ وقد فتحتَ  باب الفؤاد .. أخشى  الفراق  والوصل  أعياني.اسحب دماءك من قلبي وأوردتي فبدونها  قد أموتُ وبها قد أعيش عليلاً بالهوى  على مر  أزماني.وأمسح خيالكِ  وأمحو طريقاٌ  يجمعنا  سوياً  من فكري ووجداني  . حرر  حروفكَ من ألحان  قافيتي  .. ما عُدتُ هذي  الشمس  وما عدتَ قمراً  يدور بأفلاكي..  وأكثر قيودكَ  هذا الحب  أرداني. قد كنتَ الحقيقة في تحليقِ أخيلتي حين غفوتُ وعندما  إستيقظتُ  أدركتُ  أنك سراب..  وهم كنتُ أحسبكَ حبيبأً فصرت َ  سجاني. إغتلتَ حلمي  عمداً مع سبق الإصرار في  براءتهِ.. وأصدر الحكم بغياً  أنني  الجانى.                  

قد غيرتُ عنواني

 قلتُ لها أميرتي :لا تطرقي باب  الفؤاد  فقد غيرتُ  عنواني. قد أصابت عيناكِ الفؤاد بسهم ما أستطعتُ منه فراراً  فأدماني. ما حظيتُ منكِ  بقرب وما  شعر  قلبكِ  بما  يجول في الفؤادِ.. هجرتني  وإذ  بيديكِ مر الكأس  تجرعني.. تملؤه فأشرب  فتزيدني حتى  أدركتُ  الثمالة.. وإذا  بغيركِ من  منهل الحب  العذب   ما زال  يسقيني حتى  أرتويتُ.. فصارت  تسري في دمي وشرياني   . قد كنتُ  طيراً  حبيساً  داخل  القفص وأنتِ طفلاً  صغيراً  يستمتع  بعذابه فإذا  بيدين  رقيقتين  تطلق  سراحه.. تداوي  ما أحدثته  يداكِ من جراح.. قد تعلق قلبي بحسنها  الخلاب..   وداعاً  فلم تعد من  اليوم  سجاني. 

فني إصلاح القلوب

 خاطبتُ  صديقي  أشكو ما بالقلب  من علة.. هل من سبيل للشفاء؟ من ذا الذي يمكن أن  يقدم  العون  أو يصف  لي  الدواء؟  أجابني  صديقي على  الفور: عليكَ بمن نسميه  فني  إصلاح  القلوب.. هو حكيم وهو أدري بالأمراض فكم  عانى  وكم سلك من  دروب. قلتُ : أتراه يملك لجرحي من  شفاء .. كم  أتمنى أن  يفرج ربي  عني  الكروب. ذهبتُ إلى  فني إصلاح القلوب  مسرعاً  أبتغي  لجرحي  الشفاء قلت له :هل أجد لديك من علاج.. أتراكَ لا تدري  ان الحب إبتلاء؟  قال :إروي لي  ما  بك  لعلي أعلم الأسباب. قلتُ : قد وقعتُ  في  هوى  ملاكِ وأغلق  الباب  دونه  الأبواب. لقد فاق الزهر رقةً والبدر  حُسناً يراودني  طيفه  جيئة وذهاب. قال: بني ما لجرحكَ من شفاء إلا إذا  الحبيب جاء. 

شمس تشرق ونجم على وشك الغروب

 قالت صغيرتي :مالي أراكَ لا تدري كم أهواكَ .. عيوني تبوح بالحب تهمس لقلبكَ.. أدق الباب وليس من إجابة إلا الصمت وشجون تخفيها العيون. قلتُ لها :صغيرتي كيف لنا من سبيل للقاء.. قد تفرقت  بنا  السبل.. أعلمي أن حسنكِ يُخرجُ الحكيم عن عقله والراهب ما أن يرى هذا الجمال الملائكي حتى يصبح بهواكِ مأفون.أخاف أن أقع فريسة للهوى فتسقط عني الهيبة وتتملكني فيكِ الظنون.  أنتِ شمس تشرق وانا نجم على وشك الغروب.. أنا شجرة قد زبلت أوراقها وأنتِ لا زلتِ ساحرة وجمالكِ يقود إلى الجنون . قالت : أما علمتَ أن الحب سلطان وما من سبيل لعصيان  أمره..    قد  ملكَ حبكَ علي نفسي   وما  إستسلم الفؤاد لإحد سواكَ.. أطلِق سراح قلبكَ الأسير أمنحكَ الحياة.. فأنتَ لي الحياة كم  كنتُ أبحث عنكَ حتى أنه قد تم إتهامي بالجنون. 

قلبي المطيع يعصيني في هواكِ

 أميرتي :ما بال قلبي  المطيع  يعصيني في  هواكِ..  ينبض  من أجلكِ حباً.. يمحو  من كان  به  من قبلكِ.. يهديكِ من العمر  ما هو آتِ. طفل صغير في المهد يهدهده هواكِ.. ظمآن يغترف من  نهر العشق  وكلما  إرتشف  منه  إزداد  ظمأً.. قد أعلنكِ  ملكة على  عرشه وأغلق  دونكِ  الأبواب فلم يسمح لأحد من الدخول  سواكِ. ما زلتُ  به  أقسو  عليه أزجره.. وما زال  يعصيني أقول  له: لِمَ  أغلقتَ دون  الحسان الباب وأستسلمتَ لها يقول لي :ليس لي من قوة لأدفع عن نفسي  هواها.. قلتُ لها  : إني أراه  لن يهدأ  حتى  يَراكِ. قد كان قبلكِ للحسان  مُعَذِباً والآن  أضحى  معذَباً  بهواكِ. 

شوقي يزداد في البعد وقربكم

 حبيبتي : ما بال شوقي  يزداد في البعد وقربكم  إذا ما غَرُبت  شمس  ثم أشرقت وكنت أخاله  لن يزيد أو ينقص. قد إستوليتِ  على  قلبي فلا مكان  لغيركم من الحسان.. تراه  إذا ما  رأكم  أو رأي  طيفكم أو سمع عنكمُ  طرباً  يرقص. أيا مَن  حُزتِ  الجمال  بأسره.. رفقاً  بقلبي.. فهل  كل مَن حاز الجمال  بالأبرياء  وقلوبهم  يعبث؟ كم  حاول  من فارس مغوار  للقمر من  إمساك..  فعاد خائب  المسعى وكم كان  يسرع  الخطى   يطارده  ومن إجله  يجري  ويلهث. قالت: أنا وإن حزتُ الجمال .. أحتاج  قلبكَ المحب  النقي يضئ طريقي وفى  الدرب  يؤنس. 

الأراجوز

 كنتُ أجلس  أشاهد  فقرة الأرا جوز وإذا  بي  قد أصابني  الشرود  وتخيلتُ  الأراجوز  يقف  أمامي قائلاً : لِمَ تسخر مني أيها الإنسان  أتحسب نفسكَ  أحسن حالاً  مني؟!  سوف أُظهرُ  لكَ الحقيقة.. فأنصت للبيان. تقول  أني  دمية في  يد صاحبي.. نعم ولكني  أصنع  البهجة للقلوب  وأرسم  البسمة على  الشفاة. أما أنتَ  فدمية  في  يد الشيطان  تارة .. تقتل  الأبرياء  وتغتصب  الأرض  والحقوق بل تهتك  عرض  المحارم  وتحتكر  وتتلاعب  بأقوات  المساكين  وتمنع  عن العطشي  المياة. وتارة عبداً ذليلاً  تتاجر بالآم  الضعفاء.. بوقاً  للكذب  والنفاق  والرياء   تطيع  سيدكَ كقوم  فرعون أو عبيد  سليمان  من الجان. أستمحيك  عذراً .. يجب  علي  الذهاب فهذا  أوان  فتح  الستارة..   لستُ أهلاً  للحكم  عليكَ.. فالأمر كله  بيد الله  الديان. 

جسمي قد كستهُ الطارقاتُ ذُبولا

ألقيتُ حديثي  للجميلة  قائلاً :أيا مَن سكنْتُمْ في الفؤادِ       أمداً طويلا  .. جسمي قد كسَتْهُ الطارقاتُ ذُبُولاَ. والله يا اغلى  الأحبة ما هجعت عيوني بعدكم أبدا..ولا اتخذ الفؤاد  دونكم خليلا. كم طال شوقي للقاء بكم فإذا بي أخال عبيرالزهور شذا  من عطركم  سَحَرًا..  إذا مرّ      النسيم عليلا. قد أثقل  البعد قلباً  أنتَ  تملكه كم أودّ دوما أن أكون بقربكم ...ليهدا  وجدًا كامناً وقلباً عليلا.  كم قاسيت بعدكمُ فراقاً مؤلما ... حتى لقيت من الفراق نحولا. أمضى  تائه في الأرض أبحث  عنكُم  وأسأل  الآتين عن أخباركم ... فلعل فيهم آتيا ورسولا. وأود  لو أني نسيم عابر ... لأطوف سفحا نحوكم وسهولا وأود لو أني عندليب  مغردا ... حتى أرتِّل حبكم ترتيلا . ها  هي الذكرى تكوي  أضلعي ... فلأجلكم  انتم وليس       لغيركم أجد العذاب    جميلا. وتثور أشجاني  بركاناً إذا ماحل المسا ... فهلا مهما الدامس  يرخي عليّ سدولا.  وأرى خيالكمُ  دوما يطوف بمضجعي  حُلْو..فينعش قلبي المهزولا. كيف  أنساكم وأنتم الهواء الذي  أتنفس وقد  حمَّلتمُ قلبي أفانين الجوى ... فحملت عبئا باهظاً وثقيلا.  أهديكمُ مني في  البعاد  تحية ... تأت

خُذْ ما شئتَ من الفؤاد

أيا مَن ملكتَ الحسن :خُذْ ما  تشاء من الفؤاد  فقد ملكته   إن رضيتُ أم  لكَ  لم  أرتضي.. وخلِ لي  عيناً  أراك  بها  كي  يهدأ  مدمعِ . واسكن  بصدري  ما  طاب  لكَ  المقام  كيف شئتَ  منعماً .. واعزف    من الألحان   ما شئت         يشدو  بها الطير  على أوتار قلبي الموجعِ. وأرقص على  نبض  الفؤادِ و وجْده.. واسمع  مناجاة الغرام  لكَ  كي  تفهم  حبي لكَ وتعي. وأملأ  كؤوساً في هَواك تحطّمت  من هجركَ..كيف  أنساكَ وأنت تسري في دمي.كم كنتُ أكتب  حروفكَ ليلاً  للنجوم  تُضيئُها... وانثر الزهر  كي أنتم عطركِ في الجهات  الأربعة. ما كنتُ أرضى حبيبأً  غيركِ.. انا  وحُبكِ والليالي  صحبة.. ولن  أُغيرُ في  غرامكَ مبدأي. 

كم أهيمُ شوقًا إن مررتِ بخاطري

  جميلتي :كم طال  شوقي  للقاء بكِ.. إذا ناديتِ  على البعد أجاب  فؤادي. . لبيكِ مولاتي  ما أجمل  صوتاً هو لكِ  بمسمعِ  . كم أهيمُ شوقًا إن مررتِ  بخاطري‏.. كهيَامِ    أرضٍ للسحابِ الماطِرِ . ماذا  سأكتبُ والحروف قد  ضاعت .. والقصيدُ منكِ  إليكِ قد اشتكى..  وشعاع وجهكِ  الوضاءُ أحرقَ مقلاتىّ وناظِرِ  ؟ إذا نظرتِ  للقمر اختفي  حياءً منكِ.. والشمس  أبت  الظهور  إذا  بدا  حُسنكِ المتفجرِ. ماذا  أقول  فيكِ والشعراء  قد حارت في  كلمات  تصف  هذا  الجمال.. حسبي  أني  ناسك  في  محراب  الجمال  متبتلِ.  ‏

أسوار قلبي قلاع محصنة

 نظرتُ  إلى  ذات العيون  الساحرة فأجابت  مخاطبة : إن أسوار قلبي قلاع  محصنة..   فكم من فارس  مغوار  حاول  لها  إقتحام  ولا زالت أبواب  قلبي  مغلقة. لا أدري  كيف  يخذلني  فؤادي فإذا به  يدور  في  فلك  هواكَ ويفتح  لكَ أبوابه  الموصدة؟ اجبتها : أميرتي  أليس  ما يحمله  الفؤاد وينطق  به اللسان  دليل  دامغ.. أعلمي  أن حبي لكِ  واضح  كشمس  مشرقة.  قد أصابت  عيناكِ  الفؤاد  بسهم.. ما ابرعها  من رامِ  .. قد أضاء حبكِ قلبي أيتها  النجمة  المتألقة.  قالت : أدعو  ربي  الرحمن  أن يمن  علينا.. فننعم  بالحب  النقي وألا  يظل  هوانا  قضية  معلقة. 

شكوتُ إلى الحكيم ما أعاني

 شكوتُ إلى الحكيم  ما أعاني  من حبيب  قد ملكَ الفؤاد  ولا يبالِ .. رد قائلاً: إياك أن تطلب الحبّ ممن ليس يعرفه  أو تسأل الشوقَ قلباً أقسى  من حجر. بني :إعلم أنه لا يُرتجى الماء إلا من نهر جارية ذو منهل عذب..أتراكَ  ترجو  الماء من  عين  قد جفت  أو بئر معطلة.. ام  يُجني  ثمرٌ من عاقرِ الشجرِ. قلتُ :صدقت.. فلا يعرف الشوق  إلا  مَن  يكابده  ولا  يدري  ما الألم   إلا  مَن يمسك  الجمر. قد كنتُ قبل  الحبيب  أميراً ذو ايدً  منعمة  .. أنظر إلي  الآن لا أملكُ  شيء من الأمر.     

رفقاً بقلب ادماه الهوى

 أيا مَن ملك الفؤاد :قل لعينيك  الساحرتين رفقاً  بقلب ادماه الهوى. جرح  السيف قد يُشفي  ولا أمل أن يُشفي جرح  قد أراقت  دماه  يداكَ . لو بات  سهم للأعداء  بقلبي.. ما نال  مني ما قد نالته  عيناكَ . أعلمي أن سيف للأعداء  ما يستطيع أن يفعل  بي ما انت فاعله و  أني  ما كنتُ أخشى  لقاء للعدو فما  لقاء العدو مثل  لقياكَ.  وما  تجرعتُ مر  الشراب من  بشر  كما فعلت يداكَ. أيا مَن  تجيد فن الخداع.. فكم من غريق في بحر هواكَ  ما أستطاع  منه فراراً.. الملاك  قد  أسماكَ.  سبحان الله البديع في خلقه.. قد  ملكتَ الحسن مكتملاً  فلم تترك  منه شيء  لسواكَ. 

قمراً تهادي في الخطوات

  ناديتُ حبيبتي مخاطباً : أيا   قمراً  تَهادَى في  الخطوات  يمشي  واثقاً.. قد زرعتُ لها  في  الفؤاد بستان فما  رأيتُ منها   في الحسن  أجملْ. وفاح العطر من  فمها يملأ الكون  عبيرا..  إذا ما الثغر تبسم. والورد  إذا ما مسته  يداها  إرتوي من راحتيها..  فأسقي الورد  من  خمر  وأثمل . وهجر الطير الأغصان  فهام يسأل  عنها..  حتى  إذا  ما رأها بدأ في التغريد  فكان  الشدو  أجمل. وغارت  الأزهار من  رقتها.. حَيــرى  وظلت  عن ذاك الحسن  تسأل. وذاب  الدرب  وقلبي من  مشى  الهوينا.. وموطأ  الخطوات  من السحر تدلل. قالت : أنا  مَن أعلنها  الجمال  ملكة على عرشه.. قد أخبرتُك  الآن  إن كُنتَ  تجهل. قد أحطتُ بحبكَ  علماً..  وسوف  أمنحكَ الود  فلن  تسأم. 

ما أعجب من ميتٌ يتألم

 قلت :حبيبتي قد متُ في هواكِ ولحظكِ الفتان  قد  أصابني فما  استطعتُ منه  فراراً وقد أدمي مهجتي  .. قالت: ما أعجب من  ميتٌ  يتألم  . قلتُ : ارأيتِ مَن يعيش بلا  قلب.. لا يستطيع أن يبوح بحبه لمن أسر  الفؤاد أو أن يتكلم .  ما لكِ قد  رضيتِ لي  بالشقاء بهجركِ.. هل  من سبيل  بقربكِ  ينعم  .  قالت: أيا مَن تسلل  للفؤاد  في  غفلة  منه  وقد أسكنته  بين الضلوع.. كيف  أنساكَ  وأنت تسري  في دمي. أما علمتَ أن الحب  سلطان وما  من  سبيل  لحربه..   وليس  إلا  الإستسلام له  إذا ما أردتَ أن  تسلم. 

مسحور يتتبع الخطوات والآثار

 ناديتُ حبيبتي فوراً أجابت :مَن يطرق باب  القلب.. مَن يعزف  على  الأوتار؟ قلتُ لها :  عاشق متيم بالحب  قد أضناه الشوق.. بكِ مسحور يتتبع  الخطوات  والآثار. ما بال  طيفكِ  يصحبني أينما  كنتُ.. مقيماً وفي الأسفار. ما زال القلب  ينبض لكِ  عشقاً والشوق  يضرم بداخله  ناراً لا تستطيع  أن تطفأها  مياه البحار والأنهار.  أصبح القلب عليلاً وما خفف  الجرح كثرة  من حولي من المحبين  والزوار. قالوا : مما تشكو؟ قلت:البعد  عمن  أحب يشعل  بي  نار  كالريح  تشعل فى  الهشيم نارً. قالوا : ما لكَ  من شفاء إلا  إذا أرسل  الحبيب طيفه..  أو زار. 

نسيتِ عهد للحب وميثاق

حبيبتي: ما لكِ قد نسيتِ عهد للحب وميثاق.. ما بالكِ  ترضين   العذاب  لقلبي  البرئ وترفضين  فك الوثاق؟ ما لي أراكِ  تعبثين  بقلبي.. أبغي القرب  منكِ وتأبين  إلا الفراق. أما علمتِ أني أحمل  لكِ في  طيات  قلبي عشقأ  يفوق حب  العاشقين على مر السنين وتعجز  الريح عن حمل  أشواقِ. ما لكِ قد إحتلتي   للقلب  مملكة فصار لكِ دار.. وها أنتِ  تنشرين  السعادة  وتنسين  صاحب  الدار. قد كنتُ قبلكِ أميراً  ذو عرش  وسلطان..ومذ رأيتُ حُسنكِ الملائكي  صرتُ لكِ أسيراً وأصبحت عيناكِ   قبلة  اسفاري. قد ملكتِ العقل  والقلب  سوياً.. فما عاد القلب  يدق إلا لأجلكِ وأصبحتِ  تشغلين  كل  أفكاري. 

الريحُ تجري بلا إذْنٍ من السُّفُنِ

قلتُ مخاطباً   إياها   : أ‏يا مَنْ يلقي باللوم على  فؤادي في محبته . ما اصنع في هواكِ  والريح ُ تجري بلا إذْنٍ من السُّفُنِ.     ما حيلتي معه.. كيف لنسيانه من سبيل   وهو بعض  مِنْ دمي و به أعيش وبدونه  أنا مريض ليس له شفاء  من السقم. ما استأذن القلبُ يومًا في محبّتَه بل  أجاب لعينيه  نداء وما كان   لصمود   له  من أملِ.  يا ليته إذا ما شكوتكِ  إليه  يسمعني وينصر ضعيفاً.. بل  ينصركِ بلا دليل  ودون  أن ينطق  لسانكِ   بالكلم. عقلي إذا ما  قلتُ :لا.. فورًا يطاوعني  وقلبي إن قلتُ :لا.. يمضي ويتركُني  اتجرع  الألم. 

جرحكِ بقلبي يقتلني

 حبيبتي :إن كان بكِ جرح  فهو بقلبي  يقتلني وما أرى  اليوم  من طبيب  يداويني. قالوا :أصبر صبراً جميلاً وما لي لا أرى  الصبر يشفيني. ما لي  أرى الشوق  يعبث  بي يثور كالبركان  وإذا به  يهدأ من  حين إلى  حين. ما رأيتُ  في  نساء  الأرض  لكِ لفؤادي   من سلوى  فمَن يملكُ  جمال  الملائكة كيف أبحث عن ند لها بين الإنس والجن والشياطين. قالوا :أذهب إلى الحكيم يصف لكَ الدواء لعل الله الرحمن يشفيني. قال :بني ما لجرحكَ من شفاء فما أرى  صحة  لمقولة أن الأيام من الجراح تشفينا. قلتلها: أدعو  عليكِ  الله  أن تجرعي  مر البعاد  فيجمعنا  المقام في  الأرض  أو أن  يجمعني الله  بكِ بجنته  في  الآخرة  بين  المحبين. 

قد أضعتُ في عَينيكِ دربي

 جميلتي : ما بالي قد  أضعتُ في عَينيكِ الساحرتين دربي فصرتُ تائه من  غير زادِ .. وأقبلتُ وقد اسرتِ  قلبيَ وصِرتُ لِغيرِهِنَّ  بِلا   فؤادِي.  وصِرتُ إذا أضاءَ طيفكِ  الجميل  ليلي ويأتيني زائراً بلا معادِ. . يذكرني بكِ يا مَن  تكون الداء وهي دوائي.  أيا مَن للقلب العليل  مأوى..           إليكَ كما الطيورِ أعودُ شادِ. أشكو لوعة البعد ولهفة   المُشتاقِ دهراً لعينيك.. شوقاً لأميرة على كل  الحِسانِ.   .أيا  مَن إذا  رأه  البدر على البعد  هرول  كي يقبل في محياكَ الأيادِ. ويأفل  إن تديري الوجه  عنه ويظل آفلاً.. حتى  تنادِ . أيا  بدراً في  السهر رفيقي  ونرنو إليه في السهاد. 

غائب عن العين وهوحاضر

قلت لحبيبتي  :أيا غائباً عن العين وهوحاضر. . في النفس  منزله ما من أحد يشاركه فيها  قد أغلقتُ   دونه  الباب فليس  سواه  سكان..  و بالفؤاد له عرش وقد أعلنه  عليه حاكماًو سلطان  . وفي الحضور  يشغلني  عمن  سواه وفي    الغياب  له طيف يؤرقني  أينما  كان. فهلا  رفقتَ به فإنك  بالهجران  تقتله.. ارأيتَ قلب  قد تحطم  يعود كم كان؟! ما لي اراكَ  رقيقاً  إلا في  معاملتي.. هلا رحمتِ معذباً بالحب  يجزيكَ الله  إحسان. قد أكتفي  من نار الشوق.. شمساً تشرق  وفي الأعماق  بركان. قالت: أيا  حبيباً مخلصاً فى هواه.. اعلم  ان حباً نقياً لا يوازيه كنوز الأرض وساشتريه بأغلى  أثمان. 

قلبي إذ يراكِ ينبض عشقاً

أميرة قلبي :ما بال قلبي إذ يراكِ ينبض عشقاً لا يقوى على الكتمانِ؟ وأنا  أخاطبه : أيا  قلب ألا تهدأ  قليلاً.. ما بالك إذ  رأيتَ جميلتي تعصف بي.. تبغى  أن أعلن  الحب وان أصف  العشق.. ما بالكَ  تلقى باللوم علي وتعجز   الكلمات لعشقي من بيانِ ؟ تقول : أليس  لنا  حق  أن نشكو مَن  أصابتنا  عيناها الساحرتان بسهام جرحها يدمي... فمَن  يقتص  للمظلوم من  الجانِ؟ أميرتي : وقفتُ بباكم أبث ما بقلبي من  حب يفوق  سماء وأرض ويربو في وزنه  آلاف  الجبال.. قد إختاركِ  فؤادي   ملكة عليه  وعلى  كل الحِسان. 

كيف لا أغار عليك

 أميرتي  : كيف لي ألا  أغار عليكِ من النسيم حين يلامس شَعركِ ويغازل  وجنتيكِ.. والأزهار  إذا  ما حظيت  بقبلة من شفتيكِ؟ كيف  لا أغار والبدر يغار من جمال يفوق الوصف... أما علمتِ أني  أغار مني  عليكِ؟ بل أغار من  الماء ينساب  رقراق من بين  يديكِ. أغار من ضحكة  الطفل  الوليد إذا ما أستحوذت على نظرة  من عينيكِ. أغار من   الشمس  ترسل أشعتها  تحمل  الدفء  إليكِ. أغار من بقعة  بالأرض بها موطأً    لقدميكِ. ما أحببتُ الجمال  من حولي  إلا لأنكِ ملكة عليه. 

عيناكِ البريئة تناورني

 جميلتي : ما بال عيناكِ البريئة  تناورني..تجيد فن الخداع. تلقي بقلبي ببحر الحب الهائج. بلا طوق للنجاة أو شراع. ما لي أرى هواكِ مقدر.. قد كنتُ أظنه يحمل  لقلبي السعادة فإذا  به يحمل  له  الأوجاع. كنتُ أحسَبُكِ تحفظين  عهداً  لمحب صادق في حبهِ فإذا  أنتِ تكونى  له سبباً في الضياع. أما  علمتِ أن قلبي  رقيق.. فكيف  بكِ تلقيه  فريسة  للضباع. كم أتمنى بعد  فراق.. لقلبينا من إجتماع. حبيبتي : دعِ العتاب ودعينا نرشف من بحر  الهوى العذب بلا جدال  حول  مَن حفظ عهد الهوى  ومَن باع. 

ثغركِ بكلمات العشق يغويني

 حبيبتي :ما بال قلبي إذ يراكِ.. ثغركِ بكلمات العشق  يغويني..يشدني إليكِ و عينيكِ تبعدني عنكِ والشوق منكِ يجعلني أدنو وطيفكِ يسعدني ويشقيني. أيا مَن إقتبس النسيم والورد  الرقة منكِ..  كيف بكِ لا تشعرين  بجراحي وانيني . ألا  يا من ملكتِ الحسن  أجمعه..  هلا رحمتِ عاشق  ظمآن للحب وما غير واحِدةٍ في الكون من نبع هواها الصافِ تسقيني فترضيني.  هلا أرسلتِ مع الريح.. إجابة تفحصين فيها عن حبكِ.. أما علمت  أنها للقلب العليل دواء يشفيني. قالت: سيأتيكَ مني  الرسول بالبشري .. فإلاغتراف من  منهل  العشق  البرئ يحيينا

ماذا إذا أسكنتكَ بين الضلوع

 قالت  أميرتي :ماذا  إذا  أسكنتكَ بين الضلوع وأغلقتُ عليكَ باباً.. وأغمضتُ عيني واطبقتُ الجفون؟ أتراكَ تهدأ  أم تثور  بركاناً..  إعصار  يدمر كل  السدود.. يذهب  عنكَ العقل فتشكو  الجنون؟ قلتُ لها : حبيبتي  كيف أبتغي  هروباً  منكِ  وأحمل لكِ   فى  قلبي  عشق  قيس  وعنتر  والعاشقين لا تمحو له أثراً السنون. قد كان قلبي قبلكِ شجرة  تساقطت  أوراقها.. قاسياً فما إن  مسه  هواكِ حتى  صار نقياً وحنون. قد صرتِ لي  الحياة بدونكِ أمضى  تائه تتملكني  الظنون..  لا أدري  مَن اكون. 

وقفتُ بباكم فهل من مجيب

 قلتُ أميرتي  : وقفتُ بباكم  فهل  لي  من مجيب؟ قالت: ماذا  أتى بكَ إلى  ديارنا.. أتراكَ قد ضللتَ الطريق؟  قلت: والله ما أتيتُ حباً فى  الديار بيد أنها  يسكنها الحبيب  .  حُسنكِ  قد  ذهب  بعقلي وجمالكِ أشعل  في  القلب  حريق.  أيا  مَن فاق  النسيم  رقة  والقمر لما  رأى  ذاك الحسن .. أبي  إلا  أن يكون  لكِ رفيق. قالت : أتراكَ  وقعتَ فى  بحر الحب؟ هل  تجيد السباحة؟ قلت لها: قد كنتُ سباحاً ماهراً  فأذا بقلبي إذ يراكِ  يهوي في بحر هواكِ  غريق. قالت :قد فتحت لأجلكَ باب القلب.. فأرفق  به وأَقر بما في  فؤادكَ من عشق  بهواه  يجيب. 

بما تفتدي فؤادكَ

 سألتني أميرتي : بما  تفتدي  فؤادكَ فقد وقع في الأسر وأصبح بهواي متيما؟! قلت لها :أيا نجم قد أرتفع عن الأيدي فالعيون والقلوب ترقبه.. تهفو إليه.. ما يرضيكِ فقد أصبح القلب عبداً بهواكِ مُسَلِما؟  قالت :هل مس الحب قلبكَ من قبل ؟ قلت لها :أتراكِ ترين مِن  أحد غيركِ  بالقلب  يشغله.. يأمر  وينهى وهو يطيع  الأمر يرسل النسيم  بالشوق  محملا؟ قالت : مالي لا أسمع  منكَ حديثا؟ قلت :كيف بلسان القلب  فى حضرة  هذا الجمال الملائكي  أن يبوح أو  يتكلما.  

أرى الشوق لا تقوَ على كتمانه

 أقبلت حبيبتي فألقت  علي سؤال : ما لي أرى  الشوق  لا تقوَ على  كتمانه  عيناكَ  توشك  أن تبوح به  شفتاكَ. أتراكَ  قد  وقعتَ  مثلي  فى  شرك  الهوى.. هيا  إعترف  فما  كنتُ لأمنع  عنكَ  الدواء  كما  فعلتَ  أنتَ  إذ أصاب   الحب  قلبي  بسهم  قبلكَ وإن  كان  إنتزاع  فؤادي  دواكَ. قلتُ لها : حبيبتي  ألا  تعلمين ان جرحاً بقلبكِ هو بقلبينا  سوياً فقد ملكت ِ القلب دون أن تسأليه..أتراكِ علمت ِ صريعاً  للحب  يملكُ  دواء فيمنعه   عمن  يحب..أيا حبيبأً  يجرى  فى  الدماء..ملكاً عليه  القلب  قد أسماكَ. قالت :  لا تخشى  على  قلبكَ  معى  فأنا  لكَ مخلصاً وقلبي  لكَ حارساً يحميكَ ويرعاكَ. 

الهروب من شِباك هواكِ أمر محال

 قلت لها مخاطباً :جميلتي...أراكِ  قد أستأثرتِ بجوامع الحسن  والجمال. إني  أرى  الهروب من  شِباك هواكِ  أمر  محال. سبحان الله  الذي أبدع في  خلقه جمالاً  يفوق  الوصف  والخيال. رفقاً بي  أميرتي.. قلبي  مازال يحبو في الحب ولا يملك  لهواكِ دفعاً  وليس له  على البعد  عنكِ  إحتمال. لم يذق  قلبي  قبلكِ  طعم السعادة وها  هو   قد أضحى  أسير  حسنكِ وأصبحتِ  له كل  الآمال. أنتِ أغلى  لديه من كنوز الأرض  ولو  فاقت الجبال. 

قلبي قبلكَ زهرة لم تتفتح

 أيا  حبيبأً أسكنته بين الضلوع  : قد كان قلبي قبلكَ زهرة  لم تتفتح  من قبل فإذا  بحبكَ يلمسها ... فإذا  بها تزهر  ورداً  ورياحين. قد منحكَ  القلب  حباً إتسع  فإحتوي  الكون.. فهلا  كنتَ عليه  حارس  أمين.  حبي  لكَ قد  فاق    أساطير  العاشقين على  مر السنين. مالي  حيلة في قلب  قد خضع  لسلطانكَ  وقد كان قبلكَ  متمرداً  ما إستسلم  لأحد  من العالمين. حذار  أن تبيع  حباً نقياً.. فإنكَ إن فقدتَ  هذا  الحب  فقد فقدتَ  كنزاً نفسياً وثمين. 

تخفين نيران أضرمها الشوق

 مليكتي  :يقولون..  ان  الصَبُ تفضحه العيون فما بالكِ تخفين ما بكِ من نيران  قد أضرمها الشوق  تحت   تلك  الجفون؟! ما لي أراني أصبحتُ  أشكُ فى حبكِ و عقلى  تملؤه  آلاف الظنون؟ أيا  نجماً يضئ أرجاء الكون يأبى طيفكِ  فراقي في  حركة أو سكون. ذهبتُ إلى الطبيب أشكو ما بي من علة أجاب : ليس لكَ من دواء  عندي..  فإبتغي  العلاج  لدى خبير...  فإني  أراكَ قد مسكَ سحر هواها  فأصبحتَ بهذا  السحر مسكون. ذهبتُ إلى الحكيم  أشكو  حالي قال:بني  أدعو  لكَ ربي  الكريم يرفع عنكَ  البلاء...   فحسنها يقود إلى الجنون. 

لم تخشى أن تبوحِ

 جميلتي : ما بال  عيناكِ الساحرتان  تكتم  الحب.. لِمَ  تخشى  أن تبوحِ؟  أتؤرقكِ  الملامة  من عدو ولا يؤرقكِ ما بقلبي من  جروح؟! هل  تشعرين  بالسعادة وقد كتبتِ علي  التعاسة.. ألا  ترين  الطير من آهاتي على  الأغصان  ينوح؟  أيا مَن إنفرد  بجوامع  الحسن فصار  القلب  أسير  لديه.. كيف  بقلبكِ الرقيق يعبث بقلبي تعصف رياحكِ به  فإذا  بكِ تتركيهِ جثة  هامدة  بلا  روح ِ؟! ليس  للقلب  الجريح  دواء  سوى  أن يشتم  رائحة عطركِ إذا انتِ  فى الإفق  تلوحِ. 

كيف تكوني للقلب العليل دواء

 ناديتُ: حبيبتي... مبتغياً أن تلبي  النداء..  أيا مَن هى  للحسن  آية  إذا  كنتِ أنتِ دائي.. فكيف  تكوني  للقلب  العليل  دواء؟ قلبي  بحبكم  متعلق.. لا تحسبيه  يهجر ذاك الحب  عند إبتلاء. قالت :كم كان قبلكَ من عاشق متيم بالحب   هجر حبيبه قد قال : لن أنسى  هذا  الحب وإن فقدتُ أخر قطرة من  دماء. اجبتها : ليس  في  الحب  كل  العاشقين  سواء.  لن أتوقف  عن الحب إلا إذا  توقف  نبض  القلب  بأمر  رب  السماء.  كيف  لنسيان  حبكِ من سبيل..  يا  مَن  اقتبس البدر نوره منكِ  و استعار.يا روضة تملؤها الثمار. لكِ  رقة البدر.. عطر الورد...  نقاء الماس... طغيان البحار. 

قلبي إذ يراكِ بعود ينبض

 جميلتي  : ما بال  قلبي إذ  يراكِ بعود ينبض  وكان قبلكِ قد  فارق الحياة. إغتالته  عيناكِ  عمداً وما زال يدفع  عنكِ الأدلة.. كيف بقتيل  في هواكِ  يدفع  التهمة  عن الجناة؟! أيا  قلب  لِمَ  تحنث بعهد قطعته.. ألم تكتفِ  بجراح أصابتكَ  من سهام  الرماة؟ كيف  أُصبتَ  بالهوى  أَلم تقل أنك لن  تصاب  بعدوى  الحب  فكم  قاسينا  منه  كتائه  بلا  ماء أو زاد  فى  فلاة. فلتعلم  أن  الحب  بحر هائج  متلاطم  الأمواج  كم  من سباح  ماهر قد صار فيه  غريق  وما  وجد  زورق  النجاة.  قال قلبي: قد أحببتُ  ومَن لم يذق طعم الحب  يكون  قد فارق الحياة

في عينيكِ أغرق

 سألتُ  جميلتي : أيا  ساحرة  العينين .. كيف  في  عينيكِ  أغرق  وفيهما  شاطئ النجاة؟!  ما لي أراني كلما  أقتربتُ أذوب  كالثلج في الكأس.. أشتعل   شوقاً وفي  البعد  عنكِ أفقد الحياة؟  لم تجب.. فتوجهتُ إلى  القاضي  شاكياً  قال: بني أقصص علينا ما أصابكَ..  فإنا نحكم بالعدل  ونقتص  للمظلوم من  الجناة.  قلت: صريع  لهوي مَن فاق  الحور حُسناً  ويرفض  إعطائي  الدواء. قال مخاطبا  إياها : إحفظي  عهد محب  مخلصاً  فحفظ  العهد  يُرضي  رب السماء. قالت لي : كيف  ترضى ...  قلتُ : نظرة  حب منكِ  تُذهب  عن قلبي  البلاء

أمي.. ألم تعودي تحبيني

 قالت البنت لإمها وقد اغرورقت عينيها بالدموع وهي فى حيرة :مالي أراكِ تغمرين أخي الصغير بالحب.. أنتِ ومن في الديرة. أجيبي أمي : أتراكِ لم تعودي تحبيني..  فأنا  أحبه  ولكن  أشعر  منه بالغيرة؟! وقفت الأم صامتة برهة ثم أجابت :جميلتي.. ماذا تفعلين إذا وجدتِ طائر رضيع لا يملك جناحين ولا يستطيع الطيران  أتراكِ تعطفين على  الصغير أم  تتركيه وتكملي السيرا؟ قالت  البنت : ما  كنت لأترك  الصغير  فهو  يحتاج  الحماية  والرعاية  ولا يستطيع  أن يجلب  لنفسه  الخيرا. قالت  الأم : حبيبتي.. كذلك  انا  وأخوكِ هو من  يحتاج  رعايتي واعلمي اني  أحبكما  سويا لذا  لا  داعي أن  تشعري  بالغيرة. 

مصراً على السباحة في بحر هواها

 سألتُ الفؤاد  مستنكراً: ما لي أراكَ مصراً على  السباحة في بحر هواها.. ألم  تعلم أنكَ كمن يبني قصوراً في الهواء؟ أجابني :رويدكَ.. رفقاً بي فهل  رأيتَ زليخة قد إستطاعت  عن حب يوسف بعداً أو  دفعاً أما علمتَ أن الحب بيد مالك  الأرض والسماء؟ قد أُصبتُ بهواها  فصرتُ  سقيماً وصارت   لي الداء والدواء.  ما كان حبها بمحض إرادتي.. أتراكَ علمتَ من أحد يجلب على نفسهِ البلاء؟! ما رأيتُ لها أُختًا مِن البَشَرِ إن هذا لضرباً من خيال فليس لهذا الجمال بين  الأنام  مثال.. فلتدعو  لنا  الرحمن نحظى  منها  بقرب  أو يصرف  الحب  عنا  فهو  للقلب  إبتلاء.